29 يوليو 2024

من سرطان الثدي إلى الزهايمر: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف مفهوم "الصحة

من سرطان الثدي إلى الزهايمر: كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تعريف مفهوم الصحة
 
 تخيلي نفسكِ في غرفة طبيب في مستشفى الحبيب عام 2030. الطبيب يحمل تقريرًا في يده ويقول: "لديكِ احتمال 70% للإصابة بسرطان الثدي خلال السنوات الخمس القادمة." قبل أن تشعري بالصدمة، يضيف مبتسمًا: "لكن لا تقلقي، لدينا خمس سنوات كاملة لمنع ذلك إن شاء الله."
 
 هذا ليس خيالًا علميًا. إنه مستقبل قريب جدًا بفضل نموذج ذكاء اصطناعي طوره باحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT). لكن دعونا نتوقف للحظة. ما الذي يعنيه هذا حقًا؟ وكيف سيغير مفهومنا عن الصحة والمرض؟
 
 لنبدأ بالوضع الحالي. اليوم، عندما نكتشف سرطان الثدي، نكون في سباق مع الزمن. الجراحة، العلاج الكيميائي، الإشعاع، كلها أسلحة في معركة ضد عدو قد يكون قد استعد لسنوات. تخيل أن لدينا خمس سنوات إضافية. خمس سنوات قبل أن يبدأ السرطان حتى، ماذا يمكننا أن نفعل بهذا الوقت الثمين؟ هل سنرى علاجات وقائية جديدة؟ تغييرات في نمط الحياة يمكنها منع المرض تمامًا؟ أم سنشهد ولادة تخصص طبي جديد "الطب الاستباقي" وعلاجات وأدوية أو حتى جراحات بسيطة استباقية؟
 
 دعونا نذهب أبعد من سرطان الثدي. ماذا لو استطعنا تطبيق نفس التقنية على أمراض أخرى؟ تخيل أن تذهب لفحص روتيني وتخرج بتقرير يقول: "لديك احتمال 60% للإصابة بالزهايمر بعد 15 عامًا" أو "هناك خطر بنسبة 50% لتعرضك لنوبة قلبية في العقد القادم."
 
 هل سيغير هذا طريقة تعاملنا مع الصحة جذريًا؟ بدلًا من انتظار المرض ليضرب، قد نصبح جميعًا "مرضى وقائيين". قد نرى أطباء متخصصين في "منع الزهايمر" أو "تفادي أمراض القلب".
 
 لكن هذا التقدم يأتي مع تحدياته. كيف سيتعامل النظام الصحي مع هذا الكم الهائل من "المرضى المحتملين"؟ هل ستغطي شركات التأمين العلاجات الوقائية؟ وماذا عن الجانب النفسي؟ هل سنعيش في قلق دائم من أمراض قد لا تصيبنا أبدًا؟ هل ستكون المملكة رائدة في هذا المجال الجديد؟ هل سنرى مراكز أبحاث تطور نماذج ذكاء اصطناعي للكشف المبكر عن الأمراض الشائعة في المنطقة؟
 
 تخيل مستشفى في جدة أو الرياض، مجهزًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي هذه وتقدم للمواطنين "خريطة صحية" لمستقبلهم. قد يكون هذا هو السلاح السري في تحقيق أهداف الصحة العامة في رؤية 2030.
 
 لكن السؤال الأهم: هل نحن مستعدون لهذا المستقبل؟ هل لدينا البنية التحتية التقنية للتعامل مع هذه المعلومات المسبقة؟ وكيف سنضمن أن هذه التكنولوجيا تصل للجميع وليس فقط للنخبة القادرة على تحمل تكاليفها؟
 
 نحن نقف على أعتاب ثورة في مفهوم الصحة نفسه. قد ننتقل من نموذج "علاج المرض" إلى نموذج "إدارة الصحة" على مدى الحياة. هذا ليس مجرد تقدمًا طبيًا، بل هو تحول جذري في علاقتنا مع أجسادنا وصحتنا.
 
 السؤال الآن: هل ستكون المملكة العربية السعودية مجرد مستهلك لهذه التكنولوجيا، أم ستصبح مركزًا لتطويرها وتكييفها مع احتياجات المنطقة؟ هل سنرى يومًا ما نماذج سعودية للذكاء الاصطناعي تساعد الناس في جميع أنحاء العالم على التنبؤ بمستقبلهم الصحي وتحسينه؟
 الإجابة تكمن في قراراتنا اليوم. فهل نحن مستعدون لهذا التحدي الكبير؟ وهل سنستثمر في مستقبل تكون فيه الوقاية هي القاعدة وليس الاستثناء؟
 
 المصدر: 
 
 https://t.co/rrNBUpcSym

4 دقيقة قراءة

الكاتب

اينشتاين السعودي

@SaudiEinestine

مشاركة المقالة عبر

Leaving SaudiEinstein Your about to visit the following url Invalid URL

Loading...
تعليقات


Comment created and will be displayed once approved.

مقالات مقترحة

جميع المقالات

© جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٤