17 أغسطس 2024

الهلال يُعلّم الببغاء الأصفر دروساً في فن الكرة... والنوم!

 
 في مشهد يكاد يكون مستلاً من مسرحية عبثية، شهدنا فصلاً جديداً من "ملحمة الزعيم الأزرق" في مواجهة "السيرك الأصفر". كأس السوبر، تلك "الكأس الصغيرة" التي كادت أن تتحول إلى "كوب شاي" في نظر الهلاليين، أصبحت فجأة "درساً تعليمياً" في فن كرة القدم، يلقيه "الأستاذ الأزرق" على تلاميذه "الصفر" المساكين.
 لقد رأينا "الزعيم" يلعب وكأنه في نزهة صيفية، بينما كان لاعبو النصر يركضون كـ"دجاج مذبوح" يحاول الهروب من مصيره المحتوم. كان الأمر أشبه بمشاهدة "أسد يلعب مع فئران"، أو ربما "نسر يحلق فوق سرب من البط البري".
 ولعل المشهد الأكثر سخرية وألماً - إن كنت من محبي "الببغاء الأصفر" - كان عندما قرر "الدون" رونالدو أن يتحول من "صانع أساطير" إلى "مدرب تمثيل صامت". فبعد أحد أهداف الهلال، وبدلاً من أن يحفز زملاءه أو يشحذ هممهم، قرر أن يقدم عرضاً تمثيلياً صامتاً يشير فيه إلى أن زملاءه "نائمون". يا للروعة! لقد تحول رونالدو من "صاروخ ماديرا" إلى "منبه رقمي" يحاول إيقاظ فريق غارق في سبات عميق! في هذه اللحظة بدأت بكتابة المقال متيقنًا من النتيجة. 
 هذا المشهد يذكرنا بقصة "الأميرة النائمة"، ولكن بدلاً من أمير وسيم يأتي لإيقاظ الأميرة بقبلة، لدينا "دون كيشوت البرتغالي" يحاول إيقاظ "طواحين الهواء الصفراء" بإشارات يائسة. ولكن هيهات! فحتى لو استيقظ النصر من غفوته، فسيجد نفسه في "كابوس أزرق" لا فكاك منه.
 أما الهلال، فقد لعب المباراة وكأنها "بروفة مسرحية" لعروضه الكبرى القادمة. كان الأمر أشبه بمشاهدة "فرقة سيمفونية" تعزف مقطوعة بسيطة استعداداً لحفلها الكبير في دار الأوبرا. بينما كان النصر أشبه بـ"فرقة هواة" تحاول العزف على "أواني المطبخ"، آملة أن تخرج منها نغمة متناسقة واحدة.
 إن هذا "الدرس الأزرق" الذي تلقاه النصر ليس سوى تذكير بأن "مدرسة الهلال الكروية" لا تزال هي المؤسسة التعليمية الأولى في المملكة. وإذا كان هناك من درس يجب أن يتعلمه "الببغاء الأصفر"، فهو أن "تكرار الكلام" وحده لا يكفي لصنع البطولات. فمهما رددوا "نحن كبار" و"لدينا رونالدو"، تبقى الحقيقة ساطعة كالشمس: في مملكة الكرة السعودية، لا يوجد سوى "ملك أزرق" واحد، والباقي مجرد "حاشية" تنتظر فتات موائده.
 وفي النهاية، ربما يجب على النصر أن يفكر جدياً في تغيير شعاره من "العالمي" إلى "النائم". أما الهلال، فيمكنه الاستمرار في لعب دور "منبه المملكة الكروي"، يوقظ المنافسين من أحلامهم الوردية ليواجهوا واقعهم الأزرق القاسي. وهكذا تستمر "الكوميديا الكروية"، حيث الهلال هو المخرج والبطل والجمهور، والبقية مجرد كومبارس في مسرحيته الكبرى.

3 دقيقة قراءة

الكاتب

اينشتاين السعودي

@SaudiEinestine

مشاركة المقالة عبر

Leaving SaudiEinstein Your about to visit the following url Invalid URL

Loading...
تعليقات


Comment created and will be displayed once approved.

مقالات مقترحة

جميع المقالات

© جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٤