04 أغسطس 2024

من غزة إلى طهران: رحلة حماس في سوق النخاسة .. والسعوديون لا يبكون على هنية

 في زمن تتراقص فيه الشعارات الرنانة عن "المقاومة" كراقصة شرقية في ملهى ليلي رخيص، يجدر بنا أن نتوقف لحظة ونسأل: أي مقاومة هذه التي تتاجر بدماء شعبها وتفرط بقضيتها كعاهرة سياسية في سوق النخاسة للدولة الصفوية الإيرانية؟ حماس، تلك العاهرة السياسية التي تبيع شرف القضية في سوق النخاسة الإيراني، تحولت من حركة مقاومة مزعومة إلى بائع متجول لأوهام المقاومة في أزقة طهران.
 
 لنتأمل المشهد الأخير في مسرحية الخداع هذه: إسماعيل هنية، ذلك البهلوان السياسي الذي يجيد الرقص على حبال المصالح الإيرانية، يلقى حتفه في طهران كضيف شرف لتنصيب دمية إيرانية جديدة في منصب الرئاسة! أي سخرية للقدر هذه؟ رجل يدّعي التدين السني يموت في أحضان صفوية ولاية الفقيه التي تقول عن شعبه أنه ناصبي، وأم الأمة الإسلامية، أم المؤمنين، حبيبة النبي وزوجه بالدنيا والآخرة أنها "زانية" (شرفها الله ورضي عنها) وأن قتل السنة بأي مكان: "تذكرة مضمونة للجنة". هل هذا مشهد هزلي من مسرحية رديئة؟
 
 وماذا ترك هنية وراءه؟ ثروة تُقدّر بـ 4.5 مليار دولار، كأنه جمعها من بيع تذاكر يانصيب المقاومة. أي نضال هذا الذي ينتهي بحسابات بنكية متخمة والشعب يتضور جوعاً في مأساة تتجاوز كل المجاعات الإفريقية؟ كلما ازداد فقر الشعب الفلسطيني، تضخمت أرصدة قادة حماس في البنوك السويسرية.
 ولنتذكر السلف الطالح لهنية في فن الاحتيال: ياسر عرفات، ذلك الثعلب السياسي الذي حوّل النضال إلى بنك شخصي. ترك وراءه 5 مليارات دولار، وزوجته وابنته تتنعمان الآن في قصور باريس كأميرات فرنسيات في قصر لويس الرابع عشر. هل هذه هي ثمار "الكفاح المسلح"؟ أم أنها ثمار الاحتيال والسرقة المنظمة التي تفوق في براعتها عصابات المافيا الإيطالية؟
 
 لكن الخيانة، كالأخطبوط، تمد أذرعها في كل اتجاه. تأملوا في مشهد اتفاق مكة، ذلك المكان المقدس الذي تعاملوا معه كأنه مسرحهم الهابط للمصالحة الوهمية و"سرق" المال السعودي. أقسموا بإشراف الملك الصالح رحمه الله على المصالحة تحت أستار الكعبة، ثم نكثوا العهد بسرعة البرق فور ورود الحوالة السعودية! كأنهم يوقعون على شيك بلا رصيد في بنك الخيانة. أي منطق هذا الذي يبرر خيانة قَسَم أُدي في أقدس البقاع؟ هل هو منطق المقامر الذي يراهن بكل شيء، حتى بشرفه؟
 
 وعندما رحل الملك الصالح عبدالله - طيّب الله ثراه - كيف كان رد الجميل؟ شتائم في المساجد ودعوات ضده كأنه كان عدوهم اللدود، لا داعمهم الأول. بل إن الأمر وصل إلى حد سب المملكة حكومةً وشعباً على مواقع التواصل الاجتماعي، كأنهم صفويون يسبون سيدنا عمر في عاشوراء وسط النياح والتطبير، لا من فتح لهم أبواب بيته وقلبه. كأنهم كلاب تنهش اليد التي أطعمتها. أهذا جزاء الإحسان؟
 
 ثم جاءت الطامة الكبرى، ذلك الكرنفال الدموي الذي حوّل غزة إلى مسرح للعبث الإيراني: "طوفان الأقصى". قتلى بالآلاف، اغتصاب، خطف أطفال ونساء ومسنين. وما النتيجة؟ 39 ألف شهيد فلسطيني، منهم 16 ألف طفل و11 ألف امرأة. 2.3 مليون مشرد. دمار بقيمة 25 مليار دولار. هل هذه مقاومة أم انتحار جماعي مُنظّم؟ كأن صواريخهم الكرتونية ستحرر القدس، بينما هي لا تستطيع حتى إسقاط طائرة ورقية.
 والآن، في مشهد كوميدي سوداوي، يطالبوننا بالتدخل! لماذا لم يستشيرونا قبل تنفيذ عمليتهم الحمقاء بأوامر إيرانية؟ ألم يقل هنية نفسه أن من واجب حماس تخفيف الضغط على إيران؟ لماذا لا يناشدون إيران لإنقاذهم، وهي التي ورطتهم ولم تقدم لهم أي مساعدة إنسانية؟ بكل بساطة؛ لأنهم يعلمون أنهم لو طلبوها فكأنهم يطلبون من الجزار أن يشفق على الذبيحة بعد أن نحرها. يمدون أيديهم للخليج طلباً للمعونة، وأياديهم ملطخة بدماء أبنائهم. كل البنية التحتية في غزة، التي بنتها السعودية والإمارات والكويت بمليارات الدولارات، دُمرت بسبب حماقتهم وطاعتهم العمياء لإيران. فلماذا يطالبوننا ببنائها مجدداً ولا يطالبون أسيادهم في طهران؟ لقد حولوا غزة من جنة الله على الأرض إلى جحيم صنعوه بأيديهم الملطخة بدماء الأبرياء.
 وبينما تحترق غزة، ماذا فعل "أبطال المقاومة" في كل تجربتنا المريرة معهم؟ يهتفون لصدام في التسعينات، ويصرخون بشوارعنا "بالكيماوي ياصدام من الخفجي للدمام"، واليوم يمجدون الحوثي ويسبحون بحمده، يبيعون ولاءهم لإيران. أي منطق مقلوب هذا؟ يتشدقون بالمقاومة وهم يرتدون ثياب الخيانة المرقعة بخيوط إيرانية.
 ما قادة حماس، إلا كفئران قذرة، تظن أنها نجت بقفزها من سفينة غزة الغارقة إلى يخت إيران الفاخر، غافلة عن أن هذا اليخت مثقوب ويغرق ببطء. فمن الدمار إلى الدمار تسير قافلة خيانتهم.
 

  وكما قال الأمير بندر بن سلطان بحكمته المعهودة في لقائه الشهير: "القضية الفلسطينية عادلة، لكن المدافعين عنها تعمدوا الفشل في تحقيق أي تقدم على مدار السبعين عاماً الماضية رغم كل الدعم اللا محدود". وأنها "قضية عادلة بمثلها محامي يتعمد الفشل" مُتِهماً -وهو شاهد التاريخ المؤتمن- القيادات الفلسطينية بالخيانة والفساد.

أيها السادة، آن الأوان لنفتح أعيننا على الحقيقة المرة. حماس ليست سوى أداة في يد إيران لزعزعة استقرار المنطقة، كعرائس في مسرح الدمى الإيراني. هم لا يبالون بمعاناة الفلسطينيين، بل يستثمرونها لتحقيق مآربهم الشخصية ومصالح أسيادهم في طهران. يبكون على الشهداء بدموع التماسيح، بينما يحتسون الشمبانيا في فنادق الدوحة وتركيا.
نعم، القضية الفلسطينية عادلة. لكن هؤلاء لا يمثلونها. هم وصمة عار على جبين النضال الحقيقي.
علينا أن نميز - بوضوح وصراحة- بين الشعب الفلسطيني المظلوم وبين قيادات حماس وكوادرها ومؤيدوها. الذين يلعبون الشطرنج بأرواح الفلسطينيين، والملك الفارسي يأمر بتحريك قطعهم.

فلنتذكر دائماً: من يبيع قضيته لن يتورع عن بيع أي شيء آخر. ومن يخون شعبه لن يتردد في خيانة من يدعمه. هذه هي الحقيقة المرة التي يجب أن نواجهها بشجاعة، حفاظاً على أمننا ومستقبل أجيالنا. يصرخون 'المقاومة' كببغاوات مدربة، بينما يبيعون فلسطين ب "التجزئة" في بازار طهران.

ولنتساءل: متى سندرك أن طريق تحرير فلسطين لا يمر عبر أنفاق حماس الظلامية ولا صواريخ إيران الكرتونية؟ متى سنستيقظ من غفلتنا ونرى الحقيقة كما هي - عارية من أوهام "المقاومة" الزائفة؟ لقد حولوا القضية الفلسطينية من قضية أمة إلى مسرحية هزلية تافهة إيرانية.

أبعد كل هذا العهر السياسي تسألون لماذا لا نذرف دمعة على هنية؟

فيديو انصح بمشاهدته!

7 دقيقة قراءة

الكاتب

اينشتاين السعودي

@SaudiEinestine

مشاركة المقالة عبر

Leaving SaudiEinstein Your about to visit the following url Invalid URL

Loading...
تعليقات


Comment created and will be displayed once approved.

مقالات مقترحة

جميع المقالات

© جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٤