تخيل معي مطعماً خالياً من البشر، حيث تتراقص الأذرع الآلية في رقصة تكنولوجية لإعداد وجبتك المفضلة. هل هذا هو مستقبل صناعة الطعام؟ 
 
 لكن دعونا نتوقف لحظة. ماذا عن آلاف العمال الذين يعتمدون على هذه الوظائف لكسب قوتهم؟ هل سنرى قريباً طوابير البطالة تمتد أمام مكاتب التوظيف بينما تحل الروبوتات محل البشر في مطاعم الوجبات السريعة مثل ماك دونالدز ومايسترو بيتزا؟
 
 وليست صناعة البيتزا وحدها في خطر. تخيل سائقي سيارات أوبر وكريم والتوصيل السريع يواجهون منافسة من المركبات ذاتية القيادة، أو أن مهندسي المصانع في أرامكو يستيقظون ليجدوا أن روبوتات أكثر كفاءة قد حلت محلهم!
 
 لكن هل الصورة قاتمة حقاً؟ ربما علينا أن نفكر خارج الصندوق. هل يمكن لهذه التكنولوجيا أن تخلق فرصاً جديدة لم نكن نتخيلها من قبل؟ 
 
 السؤال الذي يطرح نفسه: كيف نوازن بين التقدم التكنولوجي وحماية فرص العمل للإنسان العادي؟ هل سنشهد ثورة في إعادة تأهيل القوى العاملة، أم أننا نتجه نحو مستقبل يحكمه الآليون؟ يقول لنا التاريخ: حين تظهر تقنية ثورية فإنها تلغي بعض الوظائف وتستحدث الكثير منها. ولكن هل هذا ينطبق على ثورة الذكاء الاصطناعي من الذكاء المحدود حالياً مرورًا بال AGI وانتهاءً بال ASI؟ لا أعتقد أن أحدًا يملك جوابًا على ذلك والاستشهاد بالتاريخ لا ينفع بهذه الحالة. 
 
 عمومًا دعونا نفكر: هل أنت مستعد لعالم تصنع فيه الروبوتات بيتزتك المفضلة؟ وهل ستكون لها نفس النكهة التي تصنعها أيدي البشر بحبها وإبداعها؟ ولكي يكون الجواب منصفًا قليلًا فلنجعل التحدي بين الروبوتات والمطاعم الإيطالية العائلية الصغيرة المتخصصة بصناعتها.