26 أغسطس 2024

من كربلاء إلى مزرعة الدجاج: أوبرا المقاومة الهزلية

 في مسرح العبث السياسي الشرق أوسطي، يقف خامنئي كمخرج أخرق لمسرحية هزلية عنوانها "الانتقام العظيم". هذا "الولي الفقيه" –الذي فقد فقهه قبل عقله – يهذي عن "الجبهة الحسينية" و"الجبهة اليزيدية"، طبعا المقصود باليزيدية كل أهل السنة من الخليج للمحيط، ويستمر بقراءة سيناريو فيلمه الطائفي: "الصراع مستمر إلى يوم القيامة"، هكذا نعق الغراب العجوز! 
 
 لنتتبع فصول هذه المهزلة الدموية، التي بدأت منذ 1979 حين قرر الخميني أن يصدّر ثورته الفاسدة إلى العالم العربي. كأن التاريخ الفارسي كله اختُزل في لحظة انتقام من العرب الذين هزموا الإمبراطورية الساسانية قبل 14 قرناً. وها هي إيران تنتقم اليوم بتحويل الدول العربية إلى حدائق خلفية لمشروعها الطائفي. وكأن إيران تريد أن تحول المنطقة العربية إلى كربلاء دائمة.
 
 هذه المسرحية الهزلية تذكرنا بعلاقة الغرام الأزلية بين الفرس واليهود، من كورش "منقذ اليهود" إلى شاه إيران وصولاً إلى فضيحة إيران-كونترا. 
 
 واضح أن صراخ "الموت لإسرائيل" ليس سوى غطاء لعلاقة غرامية سرية، يتسلل فيها الفحل الإسرائيلي إلى فراش عشيقته الفارسية، في مسرحية عشق ممنوع؛ تتكرر فصولها منذ قرون. وحين يهجرها قليلاً، تهدده بفضح علاقتهما، فيصفعها ويؤدبها، ثم يعود إليها كأن شيئاً لم يكن!
 
 "طوفان الأقصى"، يا له من اسم فخم لمذبحة بشعة! 150 ألف بين شهيد وجريح فلسطيني، 2.6 مليون مشرد غزاوي. كأن إيران قررت أن تحول غزة إلى مقبرة جماعية لتثبت لـ "مهديها المسردب" أنها تريق دماء "اليزيديين" بالجملة! ومن جهتها حماس؛ تقدم قرباناً للسيد الفارسي كي تخفف الضغط الدولي عنه، كما اعترف الهالك هنية، صاحب المليارات المنهوبة باسم القضية!
 
 وكأن هذا العار لايكفي؛ فتأتي إسرائيل لتصطاد فؤاد شكر، نائب الأمين العام لحزب الله، ثم تتبعه بالصيد الثمين: إسماعيل هنية، رأس الأفعى الحمساوية، في عرين الحرباء الإيرانية! في غرفة نومه! تحت عباءة الولي الفقيه! أي فضيحة هذه؟ أي عجز؟ أين صواريخكم "الفتاكة" يا أبطال الكرتون؟ أم أنها تحولت إلى أقلام حبر جاف لكتابة مذكرات الهزيمة؟
 
 "عملية الوعد الصادق" الإيرانية، يا لها من مهزلة! 300 صاروخ ومسيرة، انتصاراً لعذرية بكارة سفارتها وحماتها بدمشق، أخبروا عنها إسرائيل مسبقاً. كأنهم يقولون: "سنضربكم، ولكن برفق". النتيجة؟ خدش في طلاء سيارة إسرائيلية. يبدو أن الصواريخ الإيرانية مصنوعة من عجين الفطير، تتفتت قبل أن تصل إلى هدفها.
 
 ورد الفعل الإيراني على هذا الإذلال المتكرر؟ "سنرد في الوقت المناسب". يا لها من عبارة رنانة! كأنهم يحتفظون بحق شراء تذكرة يانصيب خاسرة. وها هو حسن نصر الله، ذلك الببغاء الإيراني المنتوف، يردد: "سنرد بالوقت المناسب.. ياواش ياواش". يبدو أن ساعة المقاومة توقفت، أو ربما هي تسير للخلف.
 
 وأخيراً يأتي الرد "المزلزل": قصف مزرعة دجاج! ثم يعلن حزب الله بكل صفاقة أن "الانتقام قد اكتمل". يا له من انتقام! لعل الدجاج الإسرائيلي سيرتعد خوفاً الآن، بينما يحتفل أنصار حزب الله في الشوارع كأنهم حرروا القدس! هل هذا هو ثمن دماء شهداء حماس وقادة الحزب وهنية؟ يبدو أن سعر الشهيد في بورصة المقاومة أصبح يساوي دجاجة إسرائيلية!
 
 هذا المشهد الهزلي يلخص عقوداً من السياسة الإيرانية في المنطقة. في العراق، سوريا، ولبنان، زرعت إيران بذور الفتنة الطائفية، محولة هذه الدول إلى مستعمرات فارسية. كل هذا باسم "محور المقاومة" يا له من اسم مضحك ل "محور الإبادة العربية"!
 
 يا أبناء العروبة، متى ستدركون أن عدوكم الحقيقي هو هذا النظام الإيراني المتعفن؟ إنه كعاهرة سياسية عجوز تبيع أوهام المقاومة في مزاد الدعارة، بينما تفتح ساقيها لكل من يدفع الثمن. تصرخ "الموت لإسرائيل" نهاراً، وتنام في أحضان عشيقها الصهيوني على أنغام الخيانة ليلاً. أيها العرب، استفيقوا قبل أن يدق ناقوس الفناء! إيران ليست حاميكم، بل جزاركم الماهر الذي يتفنن في تقطيع أوصال أمتكم. وطريق تحرير فلسطين لن ينبثق من أزقة طهران العفنة، بل من رحم إرادة عربية حرة تبني دولاً قوية وموحدة. إما أن نكون أو لا نكون – وإيران الخمينية قد حكمت علينا بالاندثار. 
 
 فماذا أنتم فاعلون، يا من تنتظرون "الفرج" الإيراني حتى يأتيكم الموت "ياواش ياواش"، وأنتم ترددون هذيان الملالي بلغة لا تفقهونها؟
 
 أما القضية؛ فإذا أراد الشعب الفلسطيني حقه، فليطهر ساحته من قادة الخيانة وليوكل قضيته إلى الجامعة العربية. لو أصغوا إلى حكمة السادات ومبادرة الفهد، لكان الحل قد تحقق منذ عقود. ولكن، كيف لتجار القضية أن يذبحوا دجاجتهم التي تبيض ذهباً لهم ولأولادهم كل يوم؟ إنهم كالقوادة العجوز التي تبيع شرف الأمة في سوق المزايدات الدولية، وتتباكى على عذرية مفقودة منذ زمن بعيد، لعلها نفسها لا تذكره.

6 دقيقة قراءة

الكاتب

اينشتاين السعودي

@SaudiEinestine

مشاركة المقالة عبر

Leaving SaudiEinstein Your about to visit the following url Invalid URL

Loading...
تعليقات


Comment created and will be displayed once approved.

مقالات مقترحة

جميع المقالات

© جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٤