06 أغسطس 2024

الليزر الذي فضح الخيانة: قصة سارة في عصر القرصنة السهلة

الليزر الذي فضح الخيانة: قصة سارة في عصر القرصنة السهلة
 
 تخيل معي عالماً حيث أسرار جهازك الإلكتروني ليست أكثر أماناً من ورقة في مهب الريح. عالم يمكن فيه لطالب جامعي، أو زوجة شكاكة، أو موظف طموح اختراق أعمق أسرارك بجهاز لا يتجاوز حجم جوالك الأيفون. هذا العالم لم يعد خيالاً علمياً، إنه واقعنا اليوم مع ظهور جهاز RayV Lite.
 
 في مؤتمر Black Hat للأمن السيبراني في لاس فيغاس، أو كما أحب أن أسميه "دافوس الهاكرز"، كشف باحثان أمنيان عن هذا الجهاز الثوري الذي يمكن صناعته 
 بتكلفة لا تتجاوز 500 دولار!
 
 تخيلوا معي: طابعة ثلاثية الأبعاد، جهاز ليزر رخيص يباع في المحلات العامة، وحاسوب Raspberry Pi صغير. هذه المكونات البسيطة، عندما تجتمع معاً، تشكل ما يمكن وصفه بـ"المفتاح السحري" للعالم الرقمي.
 
 دعونا نتأمل في ثلاثة سيناريوهات تكشف قوة وخطورة هذه التقنية:
 
 أولاً، لدينا سارة، طالبة السنة النهائية في هندسة البرمجيات في جامعة الفيصل بالرياض. تقرأ عن التقنية فتصنع جهاز RayV Lite بسهولة، كمشروع بحثي تقدمه لدكتورة مادة أمن المعلومات لا أكثر. وذات يوم تذهب لمطبخها حاملة جوال زوجها الذي يغط في نومه ولا يسمع شخيره الذي أرق زوجته، ففي غفلة من الزمن وسوس إليها الأرق، فأسرتها فكرة أن تخترق هاتفه بعد ان اجتمع عليها مع الأرق الوسواس الخناس، تفككه، توجه أشعة الليزر عليه، لتكتشف أسراراً تدمر عالمها للأبد. هذا المشهد سيجعل مستشاري نجاح الحياة الزوجية (إصلاح ذات البين) يقولون: "في الماضي، كان الطلاق يحدث بسبب الكلمات. اليوم، قد يحدث بسبب البكسلات."
 
 ثانياً، نجد سلطان، الموظف الطموح في صندوق الاستثمارات العامة. يستخدم الجهاز لاختراق حاسوب رئيسه، ليكتشف معلومات عن صفقات سرية قد تغير مستقبل المملكة. هذا السيناريو يطرح سؤالاً مهماً: في عصر يمكن فيه لموظف واحد الوصول إلى أسرار استثمارات الدولة، كيف نوازن بين الابتكار والأمن القومي؟
 
 وأخيراً، لدينا أحمد، طالب الهندسة في جامعة الملك سعود. يتسلل إلى مكتب أستاذه لسرقة أسئلة الاختبار، فقط ليجعلنا نكتشف أن التكنولوجيا قد تكون سيفاً ذا حدين ونقول: "نحن نعلم طلابنا كيف يبنون المستقبل، لكن هل نعلمهم كيف يحمونه؟"
 
 هذه القصص الخيالية الثلاث تجعلني أفكر في شخصية إليوت ألدرسون من مسلسل "مستر روبوت". في عالم RayV Lite، قد يصبح كل منا إليوت، قادراً على اختراق أي نظام، ولكن محاصراً بالتساؤلات الأخلاقية؛ هو مثال صارخ على ما أسميه "ديمقراطية التكنولوجيا الخطرة". إنه يضع في أيدي الجميع قوة كانت حكراً على "النخبة التكنولوجية". ولكن السؤال يبقى: هل نحن مستعدون لهذه المسؤولية؟
 
 كما قال لي ذات مرة أحد الزملاء المختصين بأمن المعلومات في جهة سيادية: "التكنولوجيا هي المعادل الحديث للسحر. وكلما انتشرت المعرفة، كلما أصبح الجميع سحرة". واليوم، مع RayV Lite، أصبحنا جميعاً على وشك أن نصبح سحرة في عالم الإلكترونيات. ولكن هل سنستخدم هذا السحر للخير أم للشر؟ وماذا ستفعل شركات الإلكترونيات بالعالم الآن؟ وشركات الحماية على وجه الخصوص؟ 
 
 هل آن للجهات كافة أن تعرف معنى "أمن المعلومات" بمفهومه الشامل بما في ذلك تأمين مكان الأجهزة؟ 
 
 لقد سكتوا عن تقنية الاختراق بالليزر لعقود على اعتبار أنها حكر على NSA وشقيقاتها الكبرى بالعالم، بعد أسابيع قد تكون منشورة في الجيت هوب او بأحد المدونات للاستخدام الجاهز، ليس للمهندس المحترف فحسب، ولكن حتى للأطفال الهواة! 
 
 ماذا ستفعل الآن عزيزي القارئ بكمبيوترك بالعمل، هل ستربطه من كل جهة بالسلاسل للتأكد أن لا أحد قادر على فتحه؟ وماذا عن جوالك؟ هل لديك ماتخشى عليه وتضع الجوال حين نومك في "التجوري" أو أنك تزوجت فخفت الله فنمت هانئًا لاتخشى أن تكون سارة صديقة لزوجتك؟ 
 
 تفاصيل الخبر:
 https://t.co/S57JzUN6SC

5 دقيقة قراءة

الكاتب

اينشتاين السعودي

@SaudiEinestine

مشاركة المقالة عبر

Leaving SaudiEinstein Your about to visit the following url Invalid URL

Loading...
تعليقات


Comment created and will be displayed once approved.

مقالات مقترحة

جميع المقالات

© جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٤