الإعلام في مصر كان زمان صحافة، بقى دلوقتي سيرك. كان فيه صحفيين، بقى فيه ملوك وملكات وهميين. كان فيه أقلام حرة، بقى فيه "جلالة الملكة سمية عسلة" - ملكة الهري الأولى، اللي لو في بطولة عالمية في "الهبد"، كانت هتطلع بالميدالية الذهبية ومعاها شيكارة لب!
كان زمان الصحفي بيتعلم المهنة سنين، يشتغل في الجرايد، يعرف يكتب خبر ويعمل تحقيق. دلوقتي بقى عندنا الدكتورة عسلة، اللي بتقول "أنا خريجة أكاديمية ناصر العسكرية"! والمصريين بيضحكوا ويقولوا: "أكاديمية ناصر إيه يا ولية؟ ده إنتِ خريجة كشك سجاير ناصية البيت!"
دلوقتي، الملكة عسلة بتقول على نفسها "مقاتلة"! مقاتلة إيه بس؟ آخر مرة الست دي مسكت سلاح كان مقشة البلاط وهي بتنضف البلكونة! بتقول "يحميني أقوى جيوش الأرض"... يا ولية ده حتى بواب العمارة مش فاضي يسمعك، عمال يطرد اللجان اللي نازلة عندك بالهري!
هي دي الكارثة: إن الإعلام المصري بقى ملجأ للمهووسين بالعظمة. عندنا واحدة بتشوف نفسها فرعونة! يا فرعونة؟ أقرب حاجة للفرعنة في حياتك هو الفرخة الفرعوني اللي بيبيعها الجزار آخر الشهر!
شوف التناقض العجيب: الست دي بتقول إنها "ملكة مصرية" و"مقاتلة" و"جندي مدني" و"خريجة أكاديمية عسكرية"! يعني إيه الخلطة دي؟ ده زي واحد يقولك أنا طبيب مهندس محامي طيار غواص! يا ملكة تويتر، إنتِ مش كليوباترا ولا حتشبسوت... إنتِ شاكيرا النسوان: ترقصي بكلام فاضي وتفتكري نفسك عاملة ثورة!
والأدهى والأمر إن الملكة دي بتهدد الناس: "أموتك وأقطع رقبتك"! يا حجة، إنتِ بالكاد بتقطعي خيار للسلطة! بتقول "الجيش في ضهري"... الحقيقة الجيش الوحيد في ضهرك هو جيش الكومنتات الفيك اللي كله صور بروفايل لقطط!
دلوقتي، خلينا نحلل الشخصية العجيبة دي:
التحليل النفسي لملكة الهري:
الدكتورة عسلة نموذج كلاسيكي لـ"متلازمة الملكة الكدابة" - مرض نفسي بيخلي المريض يعيش في فيلم هندي وهو البطل والمخرج والمنتج والجمهور!
الأعراض واضحة:
1-جنون العظمة المُركّب: بتشوف نفسها ملكة مصرية! والله العظيم يا عسلة، إنتِ لو ملكة، يبقى قهوة المعاشات في شبرا هي قصر باكنجهام! ده حتى أم علي في فرن الحارة ليها هيبة أكتر منك، والناس بتمشي وراها عشان البسبوسة!
2-الهلاوس العسكرية: بتقول إنها خريجة أكاديمية عسكرية وبتحارب أعداء الوطن! أعداء إيه يا ملكة؟ حساب على تويتر اسمه "هيا"؟ ده لو ده عدو قومي، يبقى عصافير البلكونة خطر على الأمن القومي!
3-نظرية المؤامرة الكونية: إسرائيل عندها ريموت كنترول للزلازل! آه والله، جنب ريموت التكييف والرسيفر! "يا نتنياهو، اعمل زلزال على تركيا... لأ ده كتير، خليه 5 ريختر... تمام كده!"
النتيجة إن الملكة عسلة عايشة في مسلسل تركي مدبلج، وهي البطلة اللي بتحارب الأشرار وبتنقذ العالم بالتغريدات!
شوف الانتقائية المضحكة: الملكة بتهاجم السعودية وتسميهم "شوال رز" - عشان السيسي قال الكلمة دي في تسريب - بس ساكتة خالص عن الإمارات! ليه يا ملكة؟ الإمارات عندها تطبيع كامل مع إسرائيل! عندهم سفارة وسفير وبيروحوا يصيفوا في تل أبيب! ولا الموضوع إن اللي بيدفع للملكة أكتر، الملكة بتعمى عنه أكتر؟
مش عايز أفتح ملفات كتير، بس خلينا نقول إن الملكة عارفة كويس مين بيدفع إيجار القصر الوهمي بتاعها!
والمضحك المبكي إن في نفس الوقت اللي مصر وقعت فيه صفقة غاز مع إسرائيل بـ35 مليار دولار - مصر تدفع 7.64 دولار للوحدة وروسيا بتبيعها بـ5 دولار - الملكة عسلة مشغولة تحارب "شوال الرز"! يعني إسرائيل بتحلب مصر زي البقرة، والملكة شايفة إن المشكلة في السعودية!
تخيل المشهد كده:
الملكة عسلة داخلة مبنى المتحدة، لابسة تاج من ورق الجرايد، وماسكة صولجان عبارة عن مقشة مكنسة، والموظفين بيقولولها: "صباح الخير يا فندم!" وهي ترد: "صباح النور يا رعاياي! اليوم هنحارب شوال الرز ونحرر القدس بالتغريدات!"
البلاغ العاجل للسيدة الأولى: "احذري يا فندم! الملكة عسلة جاية الاتحادية! ممكن تعمل انقلاب ملكي وتاخد مكانك! خبي حتتين الدهب! اقفلي القصر بالضبة والمفتاح! لأن جلالتها مش بس ملكة، دي كمان مقاتلة ومحاربة قديمة!"
الوصفة السحرية للنجاح في المتحدة:
1اخترع لنفسك ألقاب خيالية (ملكة - فرعون - إمبراطور)
2اعمل معركة وهمية مع أي حد (حتى لو حساب قطة)
3اشتم بألفاظ السوق وقول إنك بتدافع عن الوطن
4اسكت عن صفقات إسرائيل واتكلم عن الريموت كنترول للزلازل
5مبروك! إنت كده إعلامي ناجح في إمبراطورية المتحدة!
طب إيه الحل؟
الحل إن المتحدة تعمل قسم طوارئ نفسية للموظفين بتوعها. كشف دوري على العقل والأعصاب. اللي يطلع عنده هلاوس ملكية، يتحول فوراً للعلاج النفسي.
نعمل متحف للأنواع المنقرضة، ونحط فيه الملكة عسلة مع لافتة: "آخر ملكة مصرية توفيت بجرعة زايدة من الهلوسة والبجاحة"
نطالب الجيش المصري العظيم إنه يوضح للشعب: الجيش مش شغال حماية شخصية للملكات الوهميات على تويتر! الجيش بيحمي الحدود، مش بيحمي الهلاوس!
هي دي المأساة الأكبر: إن الشعب المصري بيتفرج على المسرحية الهزلية دي، بينما صفقة الغاز الخاسرة بتمر من تحت الترابيزة! بينما التطبيع الإماراتي الكامل محدش بيتكلم عنه! بينما الناس بتموت من الغلا، الملكة عسلة بتحارب التغريدات!
يا دكتورة عسلة، خليني أقولك الحقيقة:
إنتِ مش ملكة، ولا مقاتلة، ولا حتى صحفية محترمة. إنتِ مجرد بوق في ماكينة إعلامية فاسدة، بتلهي الناس عن الحقايق المؤلمة بمسرحيات رخيصة. إنتِ ملكة الهري فعلاً، بس مش ملكة مصر!
والاختيار في إيدينا: يا إما نصدق ملكة الهري ونعيش في مملكة الأوهام، يا إما نفوق ونشوف الحقيقة. يا إما نسيب الملكة عسلة تضحك علينا بالريموت كنترول والمحاربين القدام، يا إما نقولها: "كفاية هري يا ملكة، وروحي اشتغلي حاجة محترمة!"
ملحوظة أخيرة: لو الملكة عايزة ترد، ياريت تبعت الرد مع الحرس الملكي بتاعها - اللي أكيد عبارة عن عم حسن البواب وأم محمد الجارة! وياريت تجيب معاها الريموت كنترول بتاع الزلازل، عشان نشوفه ونصدق!
تحيا مصر الحقيقية... وتسقط مملكة الهري والأوهام!