07 أغسطس 2024

الهندسة الوراثية.. لنصمم أطفالنا ونرتقِ بالإنسانية!

 
 بالأمس القريب، كنا نحلم بعالم خالٍ من الأمراض. اليوم، نقف على عتبة واقع جديد، واقع نستطيع فيه تصميم أطفالنا كما نشاء. تخبل في المستقبل القريب في مختبر متطور تابع لمستسفى الملك فيصل التخصصي، يقف عالِم سعودي شاب أمام شاشة حاسوب، يتأمل سلسلة معقدة من الحروف والأرقام. بنقرة زر واحدة، يمكنه تغيير مستقبل المولود القادم المفترض. هذا ليس خيالاً علمياً، بل هو واقعنا اليوم. فهل نحن مستعدون لهذه الثورة البيولوجية؟
 
 لنكن صرحاء، ألم نحلم جميعاً بطفل مثالي؟ ذكي، وسيم، خالٍ من الأمراض. لماذا نترك الأمر للصدفة حين يمكننا التحكم في المستقبل؟ يقول البعض إن هذا تدخل في خلق الله. وأقول: ألم يمنحنا الله العقل لنستخدمه؟ ألم يأمرنا بالتفكر والتدبر؟ 
 
 تخيلوا معي طفلاً ولد بمناعة ضد السرطان، بذكاء خارق، وقدرات جسدية فائقة. أنا شخصياً أتمنى طفلاً يجمع بين ذكاء آينشتاين، وقوة محمد علي كلاي، وإبداع ليوناردو دافنشي. لماذا لا؟ من منكم لا يريد الأفضل لأبنائه؟
 
 نعم، هناك مخاوف أخلاقية. البعض يحذر من خلق طبقية جينية. وأقول: ألسنا نعيش في عالم طبقي بالفعل؟ من يملك المال يحصل على تعليم أفضل، رعاية صحية أفضل. الهندسة الوراثية ستتيح فرصاً متساوية للجميع، إذا أحسنّا استخدامها.
 لنتحدث عن التاريخ. في القرن الماضي، كان الإنجاب الصناعي (IVF) يعتبر تدخلاً غير أخلاقي. اليوم، ملايين الأطفال ولدوا بهذه التقنية. الهندسة الوراثية هي الخطوة التالية في تطور البشرية. إما أن نقود هذا التطور، أو نتخلف عن ركب الحضارة.
 في الصين، ولدت أول طفلتين معدلتين وراثياً. العالم صدم، لكنني أقول: الصين سبقتنا. لماذا لا نكون نحن السباقين في هذا المجال؟ لدينا العقول، لدينا الموارد. ما ينقصنا هو الجرأة على اتخاذ الخطوة الأولى.
 الشريعة الإسلامية تحثنا على طلب العلم، على التداوي، على تحسين أحوالنا. ألا تندرج الهندسة الوراثية تحت هذه المظلة؟ نحتاج إلى اجتهاد فقهي جريء يواكب العصر، لا أن نظل أسرى لفتاوى قديمة لا تفهم علوم اليوم.
 أما الخوف من فقدان التنوع البشري، فهو وهم. التنوع الحقيقي هو في الأفكار والثقافات، لا في الأمراض والعيوب الوراثية. لنحتفظ بتنوعنا الثقافي ونتخلص من عيوبنا الجينية.
 
 في النهاية، أقولها بكل وضوح: حان الوقت لنأخذ زمام المبادرة. لنكن روادًا في الهندسة الوراثية، لا تابعين. لنصمم أطفالنا، لنصنع جيلاً أقوى، أذكى، أصح. هذه ليست مسؤولية فحسب، بل فرصة تاريخية لتغيير مسار البشرية.
 
 إما أن نكون صانعي التاريخ، أو نكتفي بقراءته. والخيار لنا. فهل نحن مستعدون لهذه القفزة الهائلة نحو المستقبل؟ أنا أقول: نعم، وبكل قوة! لنجعل الهندسة الوراثية حقيقة واقعة، ولنكن نحن من يرسم ملامح الإنسان الجديد. فالمستقبل لمن يجرؤ على صنعه، لا لمن ينتظره.

3 دقيقة قراءة

الكاتب

اينشتاين السعودي

@SaudiEinestine

مشاركة المقالة عبر

Leaving SaudiEinstein Your about to visit the following url Invalid URL

Loading...
تعليقات


Comment created and will be displayed once approved.

مقالات مقترحة

جميع المقالات

© جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٤