25 أغسطس 2025

حوار دار بين أينشتاين السعودي وبين الأستاذ محمد قنديل

الاستاذ محمد قنديل:

الأخ أينشتاين السعودي

مبدئيا : يقينا وقسما أحاسب عليه أن الزميلة سمية عسلة لا تتبع أي جهة
أمّا بعد
أولاً : انتم تظنون أن كل مغرد يهاجم المملكة أو رجالها أو شعبها محسوب على جهة في مصر
ونحن كذلك نظن أن كل مغرد يهاجم مصر أو رجالها أو شعبها محسوب على جهة في المملكة
ولكنها تبقى ظنون من كلا الطرفين لو صدقت في حق المصريين لصدقت في حق السعوديين والعكس 
وحتى لو كانت حقيقية وصدقتم في ظنكم وصدقنا في ظننا
اليس من البديهي أن ينساق مغردين حقيقيين غير تابعين لهذه الفتنة التي ملأت المنصة ليل نهار
اعتقد أنه أمر واقع وان أنكرته فانت تنكر الحمية الوطنية عن عموم الشعبين
ثانياً : الأخت سمية تعرضت للطعن في شرفها وتم نشر صور من مقاطع اباحية وإلصاقها بها وقيل فيها ما لا تتحمله انثى ولا رجل
وحتى أنا لمجرد الدفاع عنها تم التنكيل بي من حسابات محسوبة عليكم وتم الطعن في شرفي وعرضي وزوجتي وبناتي ولكني لا التفت لهذه الصغائر
أما الأخت سمية فكان رد فعلها أنثوي طبيعي جدا يعبر عن ثأر شخصي رداً على مئات الحسابات التي خاضت في شرفها
وأعلم أنك على علم بما حدث ولكنك تتجاوزه لذا أرجو أن تكون تغريدتك بقلب صافِ وليست موجهة بخبث لإعادة فتح الباب التراشقات والملاسنات اعتمادا على تغريدة سمية واعتبارها البادئة في فتح باب الفتنة
ثالثا : من تغريداتك السابقة نعلم رجاحة عقلك وقوة ملاحظتك وهذا ما يمكن توظيفه في الخير والشر فأيما تختار
ضع نفسك أو أختك في موضع الأخت سمية ثم أحكم على تغريدتها التي تستخدمها الآن كدليل ضد جهة مصرية
إلا ترى أن هذه التغريدة طبيعية جدا بعد ما تعرضت له السيدة من افتراء بيّن
وفي مقابلها لا زالت بعض الحسابات من طرفكم أو تحديدا ممن تدّعي أنها سعودية تنفخ في نار الفتنة
فهل نعتبر هذه بتلك ونمضي قُدماً خلف قياداتنا؟
نحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة من المصالحة الشعبية أو تحديداً من المصالحة التويترية
فالأمور على المستوى القيادي في أحسن حال
والأمور على المستوى الشعبي لا تتأثر بما تعج به المنصات من ترهات
رابعا : مددنا لكم أيادينا بالصلح والكف عن ما مضى ومددتم اياديكم لنا بالصلح والكف عما مضى
فلنمض في طريقنا ولا نلتفت لصغائر الأمور التي طالما نجحت سابقاً في غلق باب المصالحة بعد انفتاحه
انت تعلم كما اعلم ويعلم الجميع أن هناك جهات وربما دول تقتات على انشقاقنا وتسعى بجهد جهيد لاشعال نار الفتنة وضمان عدم انطفاءها
فهل صفعناها بعدم الالتفات للخلف؟
تحياتي واحترامي لكل عاقل من الجانبين ولكل من ترك درب الفتنة إلى واحة الصفاء والسلام
تحيا مصر والسعودية 

أينشتاين السعودي: 

 الأخ المكرم محمد قنديل،

تحية طيبة وبعد،
أشكرك أولاً على مقالك وما تضمنه من ثقة بتوجيه الكلام إلي مباشرة، وأقدّر فيك صراحتك، وأعدك أن يكون ردي صريحاً، بعيداً عن المواربة أو التلطيف المصطنع.
ثمّة في العلاقات العربية ما يشبه رقصة التانغو المكسورة؛ خطوة إلى الأمام تتلوها خطوة إلى الوراء، والراقصان يتبادلان الدوس على الأقدام فيما الموسيقى لا تطرب إلا الأعداء المتربصين. وإذ أكتب إليك، أجدني مضطراً لإعادة التأكيد على ما بات بديهياً: أن محبة مصر وشعبها وقيادتها ليست مجاملة دبلوماسية، بل قناعة راسخة مؤسَّسة على تاريخ جعل من السعودية ومصر جناحَي أمة واحدة، في الحرب كما في السلام، في الرخاء كما في الشدة. وقد كنتُ، بكل وضوح، من أوائل الداعين للمصالحة حين اعترتها غيوم عابرة.
لكن الكرامة شيء مختلف. كرامة الدولة ورموزها وقيادتها ليست موضوعاً قابلاً للتأويل أو التبرير. العالم العربي، كما نعلم جميعاً، ليس نادياً للديمقراطيات الإسكندنافية حيث النقد يزدهر كزهور كوبنهاغن. نحن في منطقة لها قوانينها الخاصة وخطوطها الحمراء الواضحة كالشمس في رابعة النهار.
المعيار عندنا في السعودية بيّن: حين تجاوز إعلامي سعودي واحد على شخص فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لم تمض ساعات حتى عُرف بتحويله إلى النيابة العامة.
وفي عزّ الأزمة القطرية، وفي أوج احتدامها السياسي والإعلامي، حين تجرأ بعض المغردين على سمو والدة أمير قطر، كان الرد فورياً وحاسماً: قبض عليهم في التو، وغرّد مسؤول رفيع مؤكداً أن الأعراض خط أحمر، وأن العقوبة مشددة. الأمر عندنا واضح، وقواعد الاشتباك معروفة.
أمّا عندكم، فالمشهد بدا مقلوباً. أصوات معروفة تهاجم المملكة تصريحاً وتلميحاً دون رادع. أتحدث عنك يا أستاذ محمد، وعن سامح عسكر الذي يتفنّن في التنظير للكراهية، وعن سامح أبو العرايس الذي وصل به الأمر إلى الدعوة العلنية لانقلاب داخل السعودية، وغيركم الكثير. هذه ليست حسابات وهمية ولا ذباباً إلكترونياً، بل أسماء مكتملة الأرشيف. ومع ذلك، الصمت مطبق، ما يجعل حسن الظن صعباً إن لم يكن مستحيلاً؛ فلستم السويد ولا نحن بالنرويج.
والوسط الإعلامي والثقافي عندنا وعندكم لا يعرف الأسرار. كل شيء يخرج إلى العلن أسرع من الضوء في نفق مظلم، وكلنا له أصدقاء أعزاء في البلد الآخر يُعلمونه بما يحصل وراء الكواليس. نعرف جيداً من تُرفع أمامه إشارة البدء ومن يُمنح إشارة الصمت، من يُستدعى للهجوم ومن يُكافأ بالدفاع. المسألة ليست ألغازاً ولا إلهاماً شعرياً، بل أزرار مضاءة تضغطها أيادٍ معروفة، فتتحرك الشاشات كما تتحرك الدمى بخيوطها.
وأنا لا أدعي البراءة المطلقة: كتبتُ مقالات قاسية تحت تأثير الغضب، لأن أي وطني حين يرى بلده وقيادته ووزرائه وفعالياته ومنجزاته وتاريخه وثقافته يُهاجَمون يفور دمه كالبركان. وأعترف أن الغضب جرّني أحياناً إلى قسوة زائدة ندمت عليها، وتسعير حرب إعلامية رأيت وجوب خوضها. لكن ثمة فرق واسع بين نقد سياسي/تاريخي مهما اشتد، وبين تطاول أخلاقي رخيص. موقفي من التجاوزات ضد الأخت سمية عسلة واضح وضوح النهار: مرفوض، مُدان، لا يمثل سعودياً أصيلاً، بل خفاشاً إلكترونياً مأجوراً. وأقولها صريحة: لو ثبت أن سعودياً تجاوز عليها بهذا الشكل، فأنا أول من يطالب بمحاكمته والتشهير به.
راهناً، نعرف أن جيوشاً إلكترونية – من طهران إلى أنقرة – تتسلل بيننا، تضع أعلام بلدينا زوراً وتبث السموم ليلاً ونهاراً. لكن الإعلاميين الذين يكتبون بأسمائهم الحقيقية لا عذر لهم. أنتم بوصلة الناس لمعرفة اتجاه الدولتين السياسي والإعلامي، وحين تتحولون إلى أبواق تحريض وتجاوز على قادة وشخصيات وفعاليات ومنجزات وتاريخ وتقاليد وثقافة، فأين أمانة الكلمة قبل روابط الأخوة؟
المؤكد أن اليد الممدودة للصلح لن تُسحب، وموقف الأخت سمية مفهوم الآن – بعد توضيحك المشكور – ومن حُلف له بالله فليصدق. فلنغلق هذا الباب يداً بيد، لأن ما يجمع السعودية ومصر أعظم من أي مهاترة عابرة. التاريخ يُكتب بالأفعال لا بالتغريدات، ومن يراهن على الفُرقة بين القاهرة والرياض كمن يراهن على انفصال جناحي الطائر؛ ومصيره سقوط محتوم في هاوية النسيان.
وليكن الدرس لنا جميعًا: حين تمر غيوم غابرة، ففتح مجال التجاوز سهل، ولكن رأبه صعب. نحن اليوم في زمن مواقع التواصل، لا زمن الإذاعة والصحيفة والتلفزيون؛ شرارة واحدة تكفي لفتح شقوق عميقة تُخرج من القمقم ما لا يعود. 
ولاشك إن مصير بلدينا ليس تفصيلاً عابراً في دفتر العرب، بل هو عمود الخيمة كلها. وحين يختلف العمودان ينهار السقف على الجميع، وحين يتعاضدان ينهض البيت العربي من جديد.
تحياتي لك، وشكراً مجدداً على مبادرتك، واحترامي لكل قلم عاقل يريد الخير للسعودية ومصر .

الاستاذ محمد قنديل:

 الأخ المحترم ابن الأكرمين أينشتاين السعودي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية دعني أشكرك على الأهتمام بما كتبته إليك وخصصتك به لعلمي مدى رجاحة عقلك ومدى قدرتك على التمييز بين الغث السمين
كما يطيب لي الثناء على بلاغتك ومحسناتك البديعية التي قلما نقابل نظير لها على مثل هذه المنصات وأشفق على نفسي أني لن أستطيع مجاراتك في هذا الشق
لكني أزعم أني استطيع مجاراتك في إدراك حجم ما يُحاك لمنطقتنا ولدولتينا على وجه التحديد من مؤامرات توجب علينا جميعا طي أي خلافات سياسية ومناوشات تويترية
فكما أسلفت في ردك المحترم وكما نقول دائما مصر والسعودية جناحا هذه الأمة ودرع حمايتها وأنه لا قدر الله لو مرضت إحداهما فلن تكون الأخرى بخير وسيصبح إستقرار المنطقة بأكملها على المحك
نعم ضعفت نفوسنا وذهبت عقولنا وتجاوزنا وانسقنا بارادتنا أو مغرر بنا خلف حملات الثأر والكرامة وحمية الوطنية التي أشعلتها لجان أو منظمات أو دول أو جماعات أو ربما كلهم مجتمعين ونسينا (في خضم صراعنا التافة على زعامة منصة ممتلئة بالأقنعة التي تخفي الوجوه) من ينفخ في النار  .. فنراه بثوبكم وتروه بثوبنا
أما وقد استفقنا مؤخرا وندعو الله أن تكون استفاقة بلا انتكاسة كسابقاتها فدعنا لا نتحدث فيما مضى وننزع تلك الصفحة المظلمة القميئة من تاريخنا ولا نكتفي بطيها حتى لا يسترجعها أحدهم
وتعالى نمضي إلى المستقبل ممسكين بيد بعضنا البعض متخذين من قيادتنا نبراسا يهدينا الطريق الذي ضللناه ونتعاهد أنا وأنت ومن شاء أن يضع يده في أيدينا أن نكون صوت العقل والحكمة كلما ارتفعت أمواج الجنون 
لا أخفيك سراً أخي الكريم أني كنت أتألم وأنا أشارك في هذه المحرقة لعلمي بخواتيمها الكارثة لو استمرّت أو زادت عن الحد أو عبرت أسوار المنصة الموبؤة
كنا نعتبرها دفاعا عن شرف وكرامة ووطن بينما كنا في الواقع نطعن أنفسنا بايدينا ونمزق أحشاءنا بسلاحنا بينما في الزاوية هناك من يراقب والإبتسامة تملأ وجهه متهللا فرحاً بأن ما زرعه يؤتي أُكله
أمّا وقد استبيّنا طريقنا وندمنا على شرودنا عن طريقنا فلنكن دعاة لمن لازال يناوش ويهاوش خلف معرفات وهمية ومن لا زال يلمح ويصرح من معرفات حقيقية
تعالى ندعو الجميع والجميع هنا تعني الجميع من عندنا وعندكم حسابات حقيقية بأسماء معروفة وحسابات مكنية بأسماء خفية وحسابات كبرى وحسابات صغرى بالكف الفوري عن الفتنة والتراشقات أو ما بقي منها
ولندعو اجهزتنا المعنية في الدولتين أن يتصدوا بحزم لأي تجاوز مهما كان صغيرا من كل دولة تجاه شقيقتها فما النار إلا من مستصغر الشرر
والله الموفق والمستعان
تحيا مصر والسعودية جناحا هذه الأمة وقلبها النابض
وعاش الشعبين المصري والسعودي في تلاحم وتراحم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
تحياتي واحترامي لشخصك الكريم
ولكل الشعب السعودي الشقيق  

 أينشتاين السعودي: 

 الأخ الفاضل والأستاذ العزيز  محمد قنديل،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
أحييك على صراحتك ومبادرتك، فما أندر أن يطل الاعتراف في ساحة تعج بالمكابرة. لقد كتبتَ بصدق، والصدق كالنسمة الباردة بعد قيظٍ طويل، يطفئ بعض العطش ويوقظ فينا رجاء أن الكلمات إذا صدرت عن القلب كان لها فعل الدواء لا فعل السم.
وقد أحسنتَ إذ قلت إن مصر والسعودية جناحا الأمة؛ فالطائر لا يحلّق بجناحٍ واحد، وإن مرض جناح ارتبك الآخر وسقطت معه الأمة كلها. 
تلك حقيقة يعرفها الأعداء أكثر مما يعرفها الأبناء، ولذا ينفخون في النار، يلبسون ثوبنا عندكم وثوبكم عندنا، ويتركون الذباب الإلكتروني يعيث في فضائنا، يطنّ بلغتنا ولهجتنا ويضع أعلام بلادنا على صوره، حتى يُخيّل للمتابع أنه واحد منا. وما هو إلا دخان في هيئة بشر، أو خفافيش في أقنعة، يذوبون عند أول شعاع.
أشاركك الدعوة التي أطلقتها: أن يكون الكُتاب وأصحاب الأسماء الصريحة والمستعارة جدار صد، وألّا يتركوا الساحة لوحوش الليل التي تعيش على الدم الكاذب، وتفترس ما تجده من ثقة بين الشعبين.
ولا بد أن تتدخل الأجهزة الرسمية في الدولتين عند أول تجاوز، صغيرًا كان أو كبيرًا، فما النار إلا من مستصغر الشرر. السيادة خط قانٍ لا يُمسّ، والأعراض خط أحمر قانٍ لا يُمَسّ، ومن تجرأ عليهما لا يمثلنا، بل يمثل الوحل الذي يقتات منه.
أما ما مضى فقد كان درسًا لنا جميعًا: كيف تلهو الكلمات فتغدو سكاكين في اللحم الحي، وكيف تنقلب المنصة -حين نغفل- إلى سوق نخاسة تُباع فيه الكرامات بالتجزئة. واليوم، حري بنا أن نطوي الصفحة لا أن نُلوح بها، وأن نكتب صفحة بيضاء كما كانت ابتسامات نيوم، لا سوادًا كما أراده الذباب. لنعلم أن ما يجمعنا أكبر من كل مهاترة وأبقى من كل فتنة، وأن جناحي الأمة إن تعاضدا حلق الطائر عاليًا، وإن تنازعا تكسّر عند أول ريح.
تحياتي لك، واحترامي لمصر وأهلها الكرام، ودامت السعودية ومصر قلب الأمة وجناحيها. 

 

الاستاذ محمد قنديل:

 أخي الكريم العزيز أينشتاين المصري

الحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات
كلما كتبت أجدت وزاد إعجابي بفكرك وإحترامي لطرحك
ولن ازيد على ما تفضلت به غير أن اضع شعارا نسيناه وجاء الوقت لننفض عنه الغبار
لا ترونا إلّا معاً.
 

 أينشتاين السعودي: 

 أخي الكريم والعزيز محمد قنديل،

صدقت؛ فلا يُرى النيل إلا وهو يصب في بحر العرب، ولا ينهض الطائر إلا بجناحيه: السعودية ومصر.
وقد زاد إعجابي بمبادرتك وعقلانيتك وحرصك الأخوي على أن يظل جناحانا في السماء، لا يجرّهما جدال عابر إلى الأرض.
لن يرونا إلا معًا، إن ارتفعنا ارتفعت الأمة، وإن انكسرنا سقط السقف على الجميع.

14 دقيقة قراءة

الكاتب

اينشتاين السعودي

@SaudiEinestine

مشاركة المقالة عبر

Leaving اينشتاين السعودي Your about to visit the following url Invalid URL

Loading...
تعليقات


Comment created and will be displayed once approved.

مقالات مقترحة

جميع المقالات

© جميع الحقوق محفوظة 2025 | اينشتاين السعودي