25 أغسطس 2025

حوار دار بين أينشتاين السعودي وبين الدكتورة سمية عسلة.

الدكتورة سمية عسلة: 

 الأخ أينشتاين 

 رغم إساءتك لي.وللشركة المتحدة للإعلام.بكلمات واضحة.إلا أنني أردت أن أقول لك والله أنني مستقلة أعبر عن نفسي.إحنا أخوة وإعتذارك مقبول،ولعن الله شياطين الإنس إللي دخلوا بينا مستغلين(إختلاف وجهات النظر وليس الخلاف) فلم ولن يكن بيننا وبين السعودية خلاف.كيف ونحن جناحي وثِقل هذه الأمة.
وأريد أن أؤكد أنني (لم ولن) أخطأ أو أتجاوز أو أسيء للسعودية قيادة وحضارة وشعبا ولو بكلمة ولا لأي دولة أو نظام،أنا كنت مجرد أكتب تحليل سياسي/مقال أو أجري لقاء تلفزيوني أو صحفي أطرح فيه أفكاري فقط(وأنت تعلم أن هناك قوانين حادة تحكمنا في العمل الصحفي والإعلامي،ممنوع التجاوز) ويكفي أن أقول لك معلومة مؤكدة ولا أعرف هل يسمح لي أن أعلنها(هناك قانون واضح في إعلامنا المصري وهو الأشقاء وفي مقدمتهم السعودية خط أحمر.وأنت فاهم دون توضيح أكثر)ويكفي أنني قضيت 8سنوات صحفية مدافعة شرسة عن السعودية والدور العظيم للتحالف في اليمن.حتى أن إعلام الملالي والإخوانج كانوا يقذفوني..ومتابعيني من جنسيات مختلفة يقولون علي تربية الخليج وميولي سعودية! وأنت تعلم باقي الكلام،،ويشهد الله أنني فعلت ذلك تقديساً لأرض الحرمين وإحتراماً ومحبة لسمو ولي العهد ومقام خادم الحرمين الشريفين وياما كتبت مقالات عن سياستهم الحكيمة في إنهاء أزمة اليمن ووحدة الموقف المصري السعودي لنجدة أهلنا في السودان. ولأني درست بمدارس خليجية وأكلت من طعامكم وتربيت بين بناتكم لذلك عدوكم هو عدوي..وأؤكد ماحدث هو مجرد خلاف في وجهات النظر وكمصرية طبيعي أن أعتنق رؤية بلدي وأنت كسعودي فعلت ذلك وهذا يحسب لنا لا علينا..حتى دخل أهل الشر ليفرقوا صفنا ويشعلوا نار الفتنة بذبابهم وألفاظهم البذيئة التي نالت عرضي وكرامتي ولم نسلم منهم.
نسأل الله أن يخزيهم..ويوحد كلمتنا ويحفظ قادتنا وأرضنا وينصرنا على أعدائنا.
أمين
أختكم سمية عسلة 

أينشتاين السعودي:

 الأخت الفاضلة د.سمية عسله 

أبدأ بما لا يقبل لبسًا: لم أعتذر ولن أعتذر عن كلمة كتبتها. فما خطه قلمي لم يكن طعنًا في شخصك ولا مساسًا بشرفك؛ فشرفك من شرفنا جميعًا، ومن يطعن فيه لا يمثل سعوديًا أصيلًا. ما كتبته كان موقفًا سياديًا من مقالةٍ صوّرت ترحيب السعوديين وكأنه جاء «بالأمر»، بينما هو في حقيقته امتدادٌ لواجب أصيل، وتقاليد ضاربة في الجذور، واحترام لسمو قائدنا وحرصٌ على إكرام ضيفه الكبير. وحتى مع اختلافنا مع جهات أو أصوات، لا ينقص ذلك ذرة من محبتنا وتقديرنا الشخصي لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأقولها بوضوح لا يلتبس: موقفي من الشركة المتحدة ومن نمط إدارة المشهد الإعلامي لم يتغير، ولم أعتذر عنه؛ نقدي لها مؤسسٌ على الوقائع، وهو جزء من موقفي الأخلاقي تجاه كل منظومة تُدار بالأوامر لا بالمعايير.
مقالي يومها تناول ما كُتب باسمك، لكن قصدي لم يكن شخصك بقدر ما كان الخطاب الذي مثلته تلك اللحظة. النقد كان للطرح الذي حاول أن يُسقط معنى الكرامة على زرّ يُضغط، لا على قلوب تنبض بالوفاء.
وأتفهم أن ما كتبته جاء تحت وطأة جرحٍ أحدثته إساءات بذيئة نالت منك، وهي إساءات لا يرضاها كريم على امرأة ولا على رجل. وقد أشار بعض الزملاء، ومنهم الأخ الأستاذ محمد قنديل، إلى أن ما صدر عنك كان ردّ فعل شخصي تحت ضغط هذا الأذى لا موقفًا مقصودًا ضد المملكة. وأنا أتفهم ذلك من زاوية إنسانية، وإن ظل موقفي السيادي من الخطاب الذي كُتب باسمك ثابتًا لا يتزحزح.
أمّا الاستقلالية، فكلّنا نعرف إيقاع الإعلام في منطقتنا: مواسم تُفتح فيها الميكروفونات وأخرى تُخفض فيها الأصوات. وهذه حقيقة يعرفها الإعلاميون جميعًا، ويعرف جمهورهم أن حجبها لا يغيّر من حقيقتها.
وأعرف أن لك صفحاتٍ بيضاء في الدفاع عن السعودية في وجه نظام الملالي وكتائب الإخوان، وهذه لا تُمحى. غير أن صفحة نيوم كانت زلة لا تشبه ذلك الأصل؛ وحسنًا فعلتِ حين حذفتِها، فالكلمة إذا جاوزت حدَّها، حسنها أن تُسحب. نطويها اليوم لا إنكارًا لما كان، بل وفاءً لما يجب أن يكون.
لا نسعى إلى كسر قلم ولا إلى تسجيل نقطة، بل إلى تثبيت مبدأين لا ثالث لهما: السيادة ليست زرًّا يُضغط، والأعراض ليست ساحةً للمأجورين. وما عدا ذلك فباب الأخوة أوسع من أن تضيق به مقالة أو تغريدة. وأقترح -ما دمنا أغلقنا هذه الصفحة- أن نجعلها قاعدة مهنية واضحة: لا أعراض، ولا رموز وطنية، ولا تعميم على الشعوب؛ بل نقد مهني بلا مهاترات.
فلنعتبر ما مضى درسًا، ونغلق الصفحة بمعيارٍ لا بمزاج. فالسعودية ومصر لا تُختزلان في ترندات ولا في حملات؛ يجمعهما تاريخٌ أعمق من كل موسم، وبحرٌ أحمر لم يكن يومًا فاصلًا، بل ممرًّا يردُّ فيه الموجُ على الموج.
تحياتي لك، واحترامي لمصر وأهلها الكرام، ودامت الأخوة التي تصون الكرامة قبل أن تحفظ الذاكرة. 

5 دقيقة قراءة

الكاتب

اينشتاين السعودي

@SaudiEinestine

مشاركة المقالة عبر

Leaving اينشتاين السعودي Your about to visit the following url Invalid URL

Loading...
تعليقات


Comment created and will be displayed once approved.

مقالات مقترحة

جميع المقالات

© جميع الحقوق محفوظة 2025 | اينشتاين السعودي