(1)
في رحلتي قبل سنتين - التي أتمنى من الله أن تكون الأخيرة فعلاً - زرت جمهورية “فسيخستان"…
بلدٌ عجيب! شعاره الوطني: "احتال تُرزق"، ونشيده الرسمي يبدأ بـ"يا فهلوي يا ابن الفهلوي"!
أول ما يستقبلك في المطار لافتة ضخمة مكتوب عليها: “أهلاً بك في بلد الـ ربع متعلمين”… والمفاجأة أنها مكتوبة بخمسة أخطاء إملائية!
(2)
الفسيخستانيون شعب غريب الأطوار؛ يملكون موهبة خارقة في تحويل كل شيء إلى “فهلوة”!
سائق التاكسي يدور بك ساعتين ليوصلك لمكان يبعد عشر دقائق، ثم ينظر لك بثقة: "ده طريق مختصر يا بيه!"
البائع يقسم لك أن بضاعته “أصلية 100%” وهو يخرجها من كرتونة مكتوب عليها "صنع في تقليدستان"!
حتى الشحاذ يدعي أنه أعمى، فإذا أعطيته ورقة صغيرة صرخ: "دي فئة الخمسة يا بخيل! هات مية"!
(3)
أغرب ما في الفسيخستانيين عشقهم الغريب للاستعباد!
موظف الحكومة يُقبّل يد مديره كل صباح، والمدير يُقبّل قدم الوزير… والوزير؟ لا تسأل، فقد تندم!
سألت أحدهم: لماذا كل هذا الذل؟ قال: "هذه حريتنا! نحن أحرار في أن نكون عبيداً"!
أغلب الظن أن الفقر قد أنجب جيلاً يحلم بالسلاسل أكثر من الحريّة.
(4)
لغتهم؟ يا لطيف… كل جملة تبدأ بشتيمة وتنتهي بأخرى أقبح منها!
الأم تنادي ابنها: "تعال يا @#$%" والابن يرد: "حاضر يا #%$@"
وإذا اعترضت قالوا لك: "دي مودة وحنان عندنا!"
حتى المعلم في المدارس - التي يحضرها ربع الشعب فقط - يشرح الدرس بالسباب: “افتح الكتاب يا @#&##٪
وكأن اللغة خُلقت عندهم خصيصاً للإهانة، لا للتواصل.
(5)
طعامهم؟ لا تسأل!
الفطور: جبنة معفنة مع ثوم مخلل؛ الغداء: سمك متعفن (فسيخ طبعاً) مع بصل نيء؛ العشاء: بيض فاسد يسمونه “كافيار الفقراء”.
دخلت مطعماً فاخراً، قدّموا لي طبقاً قالوا إنه “أكلة ملوكية”… شممت رائحة جعلتني أهرب!
لحقني النادل يصرخ: "ما دفعتش الحساب يا نصاب"!
كأن المطاعم هناك لا تطبخ الطعام… بل تنتقم منه!
(6)
إذا زاروا الحرم، تحوّل المشهد إلى كارثة!
عائلات مفترشة في كل مكان، أكياس قمامة تحاصر المصلين، والأطفال يلعبون بين الأرجل!
والأدهى أن أغلبهم يدّعي: "إحنا أنضف بلد… وأطهر شعب!"
سألت أحدهم: كيف تصلون في هذا الفوضى؟ قال: "نحن نصلي بقلوبنا النظيفة، والوضوء عندنا معنوي مش لازم بالميه، أما المكان ورجال الأمن فـ… @#$%!".
(7)
ومع السياح؟ قصة أخرى تماماً!
كل فسيخستاني يرى سائحاً يتحوّل فوراً إلى:
بائع تحف مزيفة
مرشد سياحي كاذب
شحاذ محترف
أو الثلاثة معاً!
التحفة التي ثمنها دولار واحد، يبيعها للسائح بمائة ويقول: "دي من عصر الفسيخ الأول!"
والغريب أنهم يفتخرون بذلك: " إحنا أذكى شعب… بنضحك على الأجانب ببساطة!"
صحيح.. وعلى أنفسهم كذلك.
(8)
لكن الأغرب من هذا كله… إيمانهم العميق بأنهم أفضل شعب على وجه الأرض!
"إحنا شعب الفسيخ المختار!"
"حضارتنا أقدم حضارة… 5000 سنة من الفهلوة المتواصلة!"
"العالم كله بيغير منا!"
حتى الأمي - وهو 75% من الشعب - يقول: أنا مابقراش كويس، بس أفهم أكتر من دكتور في بلدك!
والأغرب نموذج ثقافتهم المثالي هو: "السرسجي"
هل عرفتم من هي؟
نعم… تلك التي تصرخ إذا انتُقدت، وتفتخر إذا أُهينت، وتلعنك إذا حاولت إنقاذها من نفسها.