في مشهد يفضح عورة "محور المقاومة" المزعوم، نشهد اليوم أكبر عملية دعارة سياسية في التاريخ الحديث. إسماعيل هنية، ذلك البهلوان الذي باع 2.3 مليون فلسطيني في غزة مقابل 4.5 مليار دولار في حسابه الشخصي، يُذبح كخروف العيد في قلب طهران. والنتيجة؟ صمت إعلامي وشعبي في شوارع وأسواق محور المقاومة يفوق في قبحه الخيانة نفسها!
لنتأمل عمق الإهانة: هنية، الضيف الرسمي لإيران في تنصيب رئيسها الجديد، يُقتل في غرفة نومه! أي إذلال هذا؟ إسرائيل تدخل عاصمة "محور المقاومة" وتغتال قائداً فلسطينياً من أخلص عملاء طهران في فراشه، وكأنها تقول للعالم: "انظروا، هؤلاء من يقولوا أنهم حماة القدس لا يستطيعون حماية ضيوفهم في غرف نومهم!" وماذا كان رد فعل أبطال محور المقاومة المزعومين؟ صمت مطبق، خرس شامل، كأن شيئاً لم يحدث!
39,000 فلسطيني، بينهم 16,000 طفل، سقطوا ضحايا لمغامرات حماس الحمقاء تنفيذًا لأوامر المرشد الأعلى. وماذا فعل رفاق السلاح بعد هذا الإذلال المروع لإيران؟ تظاهروا بالصمم والعمى والبكم! لم نسمع نباحاً واحداً من كلاب المقاومة، لم نر دمعة واحدة من تماسيح حزب الله ومظاهرة تطالب بالتحقيق بالاغتصاب العلني للكرامة المزعومة، لم نشهد حتى تغريدة غضب واحدة من دجاج الحوثيين المنتوفة على يد الديك الصفوي تستنكر على إيران مقتل ضيفها في عقر دارها.
هذا الصمت المخزي يصرخ بحقيقة واحدة: محور المقاومة ليس سوى دمية في يد إيران، يتحرك بخيوط العار ويسكت بأوامر الذل. إسرائيل تهين إيران على مرأى من العالم، تقتل ضيفها في غرفة نومه، وكل ما يفعله هؤلاء "الأبطال" هو دفن رؤوسهم في الرمال وكشف مؤخرتهم كالنعام!
تخيلوا لو أن هذه الفضيحة حدثت في الرياض أو الكويت أو أبوظبي أو القاهرة. كانت الدنيا ستقوم ولن تقعد. كنا سنرى قرود حماس تتقافز في كل الشوارع، ونسمع نعيق بوق المقاومة حسن نصر اللات من كل زاوية. لكن مع إيران؟ صمت القبور، وكأن الجميع يقول: "نعم، اشووا قادتنا على نار هادئة في غرف نومنا، فنحن عاهرات رخيصات لا نستحق حتى بصقة كرامة".
أين صواريخكم الكرتونية التي هددتم بها العالم؟ أين خطبكم الرنانة عن الكرامة والعزة؟ كل هذا تبخر في لحظة، لأن سيدكم الفارسي أثبت أنه لا يستطيع حماية ظله، ناهيك عن حماية عملائه حتى في غرف نومهم في عاصمة العهر!
لنقارن هذا العار بشهامة المملكة العربية السعودية. منذ أيام الملك عبد العزيز، والمملكة تحمي المستجير بها حتى لو كان عدواً بالأمس. حمت رشيد الكيلاني من بطش البريطانيين، ورفضت كل تهديداتهم بتسليمه ولم يكن سلاحنا وقتها إلا "سيفًا" و "شلفا"، وآوت عيدي أمين وزين العابدين بن علي بقرار سيادي، ولم تتجرأ دولة واحدة على التعدي عليهم. هذه هي النخوة العربية الحقيقية وحماية المستجير، لا الدعارة السياسية التي يمارسها عملاء إيران.
وماذا فعلت إيران؟ تركت هنية يُشوى كخروف العيد في حديقتها الخلفية، في غرفة نومه، بينما 25 مليار دولار من خسائر غزة تتبخر في الهواء مختلطة بريحة شواء الشهداء من المدنيين والنساء والأطفال والأبرياء. أي إذلال هذا؟ أي احتقار لحلفائهم وقضيتهم المزعومة؟
حماس، التي تدعي المقاومة، تقف صامتة كتمثال من ذل أمام نعش زعيمها المقتول في فراشه. حزب الله، ذلك البوق الإيراني المشروخ، يختبئ في أنفاقه خوفاً من غضب أسياده. والحوثيون، تلك الأدوات الصدئة، فجأة نسوا كيف ينطقون. كلهم يتظاهرون بأن قتل ضيف دولتهم في غرفة نومه بضيافة الولي الفقيه أمر عادي لا يستحق حتى صرخة استنكار ضد مضيفيه ليقوموا بالتحقيق المعلن المشدد؛ ويسمحوا لحماس بالمشاركة بالتحقيق لمعرفة حقيقة اغتصاب ضيف الكرامة الإيرانية!
لو حدث هذا في أي عاصمة عربية أخرى، لرأينا مسيرات الغضب المصطنع تجتاح الشوارع، ولسمعنا صرخات التنديد تملأ الفضائيات. كانوا سيطالبون بالانتقام والرد السريع ونشر نتائج تحقيق "المذلة" علانية. لكن مع إيران؟ صمت القبور. وكأن لحم جيفة هنية، الضيف المقتول في فراشه، أصبح حلالاً للملالي، حراماً على غيرهم.
هذا مصير من يرهن وطنه وكرامته للغريب. هذا مآل من يتاجر بآلام شعبه ويرقص على أنقاض المدن. إيران وعملاؤها أثبتوا اليوم أنهم لا يساوون حتى الحبر الذي تُكتب به عبارات الشجب والإدانة. ها قد انكشف عوركم. فقد أثبتم أنكم لا تساوون حتى قيمة كفن هنية المشوي كقطعة كباب في مطعم المشويات الصفوي، تتحركون بخيوط العار وتنطقون بلسان الذل، حتى عندما يُغتصب قائدكم في غرفة نومه والمُضيف "القواد" يبكي لا رحمةً بضيفه؛ بل لأنه لم يقبض أجرته!
ولعملاء طهران نقول: متى تصرخون لو تمثيلًا وتهريجًا وتطالبون بالتحقيق ومحاكمة قادة حرس ثورة العار ومرشد الخيانة وإمام العمالة؟
السؤال مفتوح إلى يوم نُبعث وتُبعثون.