ها هو لبنان، مرّة أخرى، على شفير الهاوية. "الشيطان" و"حزب الله" وجهان لعملة الفوضى المضروبة منذ اتّفاق الطائف. أيعجز أحفاد فخر الدين عن كسرها؟ الجيش والشعب أمام خيارين: إمّا أن يكونوا فؤاد شهاب اليوم ضدّ الإرهاب، أو يغدوا إميل لحّود الغد في سجلّ العملاء.
والحال أنّ التاريخ – ذاك القاضي الأعمى – لا يكتفي بإدانة الجلاّدين، بل يحكم أيضاً على المتفرّجين بجريمة الصمت. أفلم يتعلّم الساسة اللبنانيون من درس 1975؟ فليختر الرئيس والجيش وسائر القوى "الوطنية" – إن بقي من الوطنية ما يُذكر – موقفهم الآن؛ أو فليقبلوا بأن يكونوا هوامش في كتاب النكبات الوطنية. ذاك أنّ الصمت، في زمن الانهيارات، ليس إلا شكلاً آخر من أشكال الخيانة؛ أو الدياثة!