01 يوليو 2025

في ليلة الهلال التاريخية: حين سقطت أسوار مانشستر

 في مشهد كروي يصلح لأن يكون مادّة للتأمّل الفلسفي، تداعى مانشستر سيتي – ذاك الكيان الذي حسبناه حصنًا لا يُهدم – أمام هلالٍ مثقلٍ بالجراح، يلعب بما تيسّر من دكة البدلاء وبعض من يستند على عكاز. كأنّ التاريخ قرّر أن يسخر من نفسه: الميزانيّات الفلكيّة مقابل الإرادة المحضة، النجوم اللامعة مقابل العرق النبيل.
لكنّ ما الهلال إلّا تجسيدٌ لمفارقةٍ أعمق: نادٍ يحمل على كاهله ثقل “مشروعٍ وطنيٍّ” عظيم، ويُمثّل رؤية وطن أمام العالم، بينما يُحارب من بعض حُرّاس هذا المشروع أنفسهم. ذلك أنّ اتحاد الكرة، ومسؤول الصفقات، اللذين يُفترض أن يكونا راعيين وداعمين في هذه المشاركة التاريخية، بدَوَا كمن يطعن من الخلف. وأمّا “صفقات النخبة”، فتصبح حديث خرافة إذا كان المستفيد الهلال، ممثّل الوطن الحقيقي لا الورقي.
النتيجة؟ انتصارٌ يشبه المعجزة، لولا أنّ المعجزات باتت روتينًا سعوديًّا. الهلال لم ينتصر بالتكتيك وحده، بل بشيءٍ أعمق: بصفته حامل راية لـ”رؤية سموّ وليّ العهد” التي تتجاوز الملاعب إلى آفاق الطموح الحضاريّ.
ولنتخيّل للحظة: لو أنّ “كريستيانو” – ذلك الشبح المختطف في ليالي الصفقات المشبوهة – كان حاضرًا؟ لو أنّ للهلال لاعبًا واحدًا فقط من “الفئة الممتازة”؟ لربّما شهدنا مذبحةً كروية تُضاف إلى سجلّ انهيارات السيتي، التي خطّها الهلال بالعرق، والدم، والدموع.
الهلال، حتى بنصف فريق، أثبت حقيقةً مُرّة: أنّ الإيمان بالمشروع يتفوّق على المليارات، وأنّ الانتماء الوطنيّ الصادق يهزم النجوميّة المُعلّبة.
هكذا تُكتب الملاحم الجديدة: لا بالصفقات الخيالية المرتجلة، بل بالتفاني، والإيمان، والإصرار على ألّا يُخذل الوطن، ولا رؤية القائد العظيم… حتى لو تخاذل البعض، أو تآمر البعض… أقول لو 

همسة: من لم يقدر على صناعة النجوم، بذل جهده في هدم النجم. وما هكذا تُورَد الإبل.

2 دقيقة قراءة

الكاتب

اينشتاين السعودي

@SaudiEinestine

مشاركة المقالة عبر

Leaving SaudiEinstein Your about to visit the following url Invalid URL

Loading...
تعليقات


Comment created and will be displayed once approved.

مقالات مقترحة

جميع المقالات

© جميع الحقوق محفوظة ٢٠٢٤