مصر وعاهرات السياسة: من كورش إلى خامنئي، تاريخ الخيانة المقدسة
في مسرح العهر السياسي الشرق أوسطي، حيث تتراقص الخيانات مع الدماء في حفلة ماجنة، تقف مصر شامخة كشاهد على أكبر عملية دعارة سياسية في التاريخ الحديث. ذاك أنّ "محور المقاومة" المزعوم ليس سوى ماخور دولي، تبيع فيه إيران وأذرعها القذرة شرف القضية الفلسطينية لأعلى مزايد، وتدعو مصر للقتال في معركة الجنون التي أقحمت حماس شعب غزة العزيز به.
ولعل المفارقة الأكثر قذارة تتجلى في وقاحة من يدّعون "المقاومة" اليوم. فأين كانت إيران حين قدمت مصر 100 ألف شهيد على مذبح فلسطين؟ الجواب: في أحضان إسرائيل كانت ترتمي، تتبادل القبلات النجسة من عهد كورش إلى خامنئي. من تحرير اليهود وإرسالهم إلى "أرض الميعاد"، إلى إمداد إسرائيل بالنفط في حرب 73، وصولاً إلى فضيحة إيران-كونترا، ظلت طهران العاهرة المفضلة لتل أبيب، ترقص على أنغام الخيانة في كباريه السياسة الدولية.
ثمة ما هو أقذر: فها هو إسماعيل هنية، ذلك "المجاهد" المزعوم، يلقى حتفه في بيت الدعارة الإيراني بطهران. 4.5 مليار دولار ثروته، بينما أطفال غزة يأكلون القمامة. أي جهاد هذا يا عاهر الثورة الهالك؟ أهو جهاد الفنادق الفاخرة والحسابات السرية؟ لقد حول غزة إلى مومس تُباع في سوق النخاسة السياسية، بينما يتنعم نسله الذي مات وعاش ألف مرة في مليون خبر صحافي في مسرحية العهر الحمساوية بثمن بيعها. وماذا عن "طوفان الأقصى" المشؤوم؟ 39 ألف شهيد فلسطيني، منهم 16 ألف طفل و11 ألف امرأة. خسائر تتجاوز 25 مليار دولار لبنية تحتية بنتها السعودية ودول الخليج ليتم هدمها بغمضة عين؛ تحقيقًا لأوامر المرشد بأن تخفف عاهرات حماس الضغط على طهران كما قال الهالك هنية بنفسه. وفوق هذا كله لاننسى: 2.3 مليون مشرد في غزة. هل هذه ثمار "المقاومة" أم نتائج الدعارة السياسية؟ لقد حولوا غزة إلى مسلخ بشري، يذبحون فيه الأبرياء على مذبح نزوات المرشد الدنيئة. أما حزب الله، فيا للقوادة! قابع في لبنان كعاهرة عجوز، تتفرج على الجولان المحتل وكأنها تشاهد فيلماً إباحياً وأصبعها بين فخذيها. أليس الطريق من الضاحية إلى القدس أقصر من القاهرة؟ أم أن شعار "المقاومة" لا يسري إلا على دماء الآخرين؟ إنهم كالقوادين، يبيعون شرف الأمة في سوق النخاسة السياسية. وإلى كل من يظن أن الطريق إلى القدس يمر حصراً عبر القاهرة، نقول: افتحوا أعينكم أيها القوادون! ألا ترون أن دمشق والضاحية أقرب بكثير؟ أم أن جغرافيا "المقاومة" مثل أخلاقها، معوجة ومشوهة؟ إنهم كالعميان، يتلمسون طريقهم في ظلام جهلهم وخيانتهم. في المقابل، يقف تاريخ مصر المشرف شامخاً كشجرة باسقة في صحراء الخيانة الصفوية ومن تبعها بفجور وفسوق وطغيان. منذ فجر التاريخ ومصر هي درع العروبة وسيفها، لا عاهرتها ولا قوادها، فهذا العمل متروك لمن يدعي النسب العربي وهو منه براء: خامنئي وكلبيه المطيعين نصر اللات والحوثي. في 1948، كانت مصر العروبة أول من هب لنصرة فلسطين، تقدم دماء أبنائها قرباناً على مذبح الحرية. وفي 1956، وقفت شامخة في وجه العدوان الثلاثي، كصخرة تتحطم عليها أمواج الغزو. وفي 1967، تحملت وحدها عبء الهزيمة، كأطلس يحمل العالم على كتفيه. ثم جاءت ملحمة أكتوبر 1973، لتعيد للأمة كرامتها وعزتها، كطائر الفينيق ينهض من رماده. ولم تكتفِ مصر بالبطولات العسكرية، بل كانت دائماً صوت العقل والحكمة في بحر الجنون الفلسطيني. فمن كامب ديفيد إلى أوسلو، سعت مصر جاهدة لتحقيق السلام العادل والشامل. لكن القيادات الفلسطينية، في خيانتها المعهودة، رفضت كل فرص السلام، من اتفاق وارسو إلى مبادرة السلام العربية. لماذا؟ لأن السلام يعني نهاية تجارتهم القذرة بالقضية الفلسطينية، ولن ننسى أبدًا صور زوجة عرفات وابنته يتنعمن بمليارات الدولارات بين باريس وكان ونيس ومونت كارلو وننتظر صور عائلة هنية قريبًا في تركيا تُفاخر أسرة عرفات بمن سرق أكثر! اليوم، في خضم الأزمة الراهنة، تقف مصر مجدداً في الصفوف الأمامية، كملاك الرحمة وسط جحيم الحرب. فتحت معبر رفح لإغاثة أهل غزة، وقدمت المساعدات بسخاء، وسعت جاهدة لوقف إطلاق النار، ورفضت بثبات رغم كل الضغوط الساحقة مخطط ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء، متحصنة بالله ثم بجيشها وشعبها العظيم . كل هذا بينما يكتفي "أبطال المقاومة" المزعومون بإطلاق الصواريخ الكرتونية والتصريحات النارية من فنادقهم الفاخرة، كأطفال يلعبون بالنار وسط مستودع للوقود.
إن الشعب المصري العظيم لم ولن ينسى الطعنة المسمومة من حماس. حين تسللوا كالجرذان عبر الأنفاق لقتل المصريين في ثورة يناير. أهكذا يكون رد الجميل يا أوباش السياسة؟ إنهم كالأفاعي، يلدغون اليد التي تطعمهم. وإلى كل من يحاول إسكات صوت الحقيقة عبر شكاوى إلكترونية ممنهجة أو محاولات قرصنة غير مقننة: خسئتم يا كلاب الإعلام المأجور! فكل محاولة لتكميم الأفواه ستكون وقوداً لصرخات أعلى. ظننتم أن حملاتكم القذرة ستخيفنا؟ هيهات! فصوت الحق سيعلو فوق نباحكم المسعور. إنكم كالصراصير، تهربون من نور الحقيقة إلى ظلام أكاذيبكم. في الختام، نقول للشعب المصري العظيم: ثقوا أن تاريخكم أنصع من أن تدنسه أقذار المزايدين. فمصر ستظل، كما كانت دوماً، صخرة تتحطم عليها أوهام العملاء والخونة. فليستمر ماخور "المقاومة" في عروضه الرخيصة، أما نحن فسنبقى هنا، نفضح عوار "الممانعة" ونكشف حقيقة تجار الدم، حتى يسقط آخر قناع عن وجوههم القبيحة. ولتعلم الدنيا كلها: مصر كانت وستبقى "جنحان" العروبة والسعودية جسمها وقلبها النابض، لن تفرقوا بيننا، لن تنطلي علينا أكاذيبكم والعنتريات التي ماقتلت ذبابة. فمن النيل إلى الفرات، ومن المحيط إلى الخليج، ستظل راية مصر خفاقة، شامخة، تحمي مصالح شعبها وتدافع عن قضايا الأمة الحقيقية. وليخرس المزايدون، فصوت مصر وسواعد شعبها وسلاح جيشها سيبقى هو الأعلى والأقوى، اليوم وغداً وإلى الأبد إن شاء الله.
7 دقيقة قراءة
الكاتب
اينشتاين السعودي
@SaudiEinestine
مشاركة المقالة عبر
Leaving SaudiEinsteinYour about to visit the following urlInvalid URL