22 أغسطس 2025

من ابتسامات نيوم إلى ريموت الشركة المتحدة: حين تُطفأ أنوار الأخوّة بـ(الأمر)

 زيارة تاريخية جسّدت دفء العلاقات السعودية–المصرية، قابلتها أبواق المتحدة بهري رخيص، تقوده سمية عسلة كدمية على خيط، محاولة تحويل العُرس العربي إلى مأتم إعلامي
ثمّة في نيوم -يوم أمس- لوحة زيتية تاريخية حيّة، حريّ بها أن تُعلّق في واجهة متحف العلاقات العربية الأخوية: استقبال ولي العهد للرئيس السيسي بحرارة الأخ لأخيه، ووداع يليق بأبناء البيت الواحد لا بضيوف العابرين، وابتسامات صافية كُتبت بلغة الوجوه قبل أن تُترجمها البيانات. لوحة قالت للمنطقة كلّها إن ما بين القاهرة والرياض أعمق من ضجيج الحملات، وأقوى من صراخ المأجورين.
وقد كتبتُ حينها مقالي السابق مرحّبًا بالرئيس في وطنه الثاني، ورأيت آلاف المغرّدين السعوديين يجاورونني ويسبقونني في الموقف، يوقفون التراشق طوال الزيارة، ويفتحون صدورهم قبل حساباتهم للضيف الكبير. ولم يكونوا وحدهم؛ بل التحق بهم آلاف المصريين الوطنيين الذين استبشروا بالزيارة كنافذة لإغلاق سوق الشتائم. كان المشهد أشبه بعرس عربي حقيقي، فيما أبواق المتحدة تعزف نعيقها في مأتم الفتنة.
بيد أنّ عسلة لم تحتمل ابتسامات نيوم. فبعد أقل من ست ساعات خرجت كصفارة إنذار معطوبة لتقدّم عرضها في سيرك المتحدة: “أهل الشر”، “أبوها السيسي”، “إخوتها الجيش”، ثم القفلة المسمومة: «تراجع أهل الشر الآن (بالأمر. هكذا مسحت عسلة بجرّة قلم كرم السعوديين وشهامة المصريين، مدّعية أن ترحيب الملايين لم يكن من نُبل الضمائر، بل من ضغطة زر في ريموت سحري.
ذاك أنّ عسلة نفسها لا تتحرك إلا بالأوامر. ريموت في يد الشركة المتحدة، والمتحدة ليست إعلامًا بل شركة مخابراتية تُسيّر أبواقًا مأجورة لتفخيخ العلاقة المصرية–السعودية، وتعمل وفق توجيه طرف إقليمي اعتاد الاستثمار في الحملات السوداء.
سمية عسلة ليست ملكة ولا مقاتلة كما تتخيل بنرجسيتها. هي على الأكثر مذيعة على قهوة "بلدي" لا تختلف عن قناة هاوية على تيك توك، تحاول أن تصنع لنفسها هالة فرعونية، كأنها كليوباترا مرسومة على ورق كرتون في سيرك شعبي. تتوهم أن جيشها هو جيش مصر، بينما جيشها الحقيقي ليس سوى أسراب من الصراصير الفرعونية الرقمية. ولو كان الإعلام بخير، لكانت هذه الظاهرة الصوتية في قسم الطب النفسي، لا على الشاشات.
أما مشهدها اليومي؟ تجلس في استوديو يشبه كهفًا مضاءً بالنيون الرخيص، محاطة بديكور يذكر بصالونات حلاقة شعبية، وتصرخ بصوت يشبه احتكاك الحديد بالزجاج، ظانّة أنها تصنع الرأي العام، بينما هي في الحقيقة لا تصنع سوى القرف العام.
التسلسل واضح:
1- نيوم احتضنت لقاءً أعاد الدفء للعلاقات.
2- السعوديون، بتربيتهم وكرمهم وتقاليدهم العريقة، استقبلوا ضيف قائدهم وبلدهم كما يليق، فلم يُحولوا الزيارة إلى مباراة هابطة في إعلام رخيص، ولم يلجأوا لتكتيكات "الهري" لتسجيل أهداف أعلامية توجع و لاتُنسى. فقط تخيّلوا لو كان العكس: لرأيتم استوديوهات ولجان المتحدة وقد تحولت إلى مدرج صاخب، يوزع الشتائم والشماتة كما توزّع البليلة في مولد رخيص. تذكروا زيارة وزير الخارجية السعودية إلى العلمين أنموذجًا.  
3- لجان المتحدة واصلت التحريض -قبل وأثناء وبعد الزيارة- خلف الأقنعة الوهمية.
4.- عسلة أُطلقت كصاروخ كاتيوشا فاشل لإعادة إشعال الفتنة. وقنديل على دكة الاحتياط.
وأما الخاتمة، فهي بديهية: بالأمس ابتسمت نيوم كعروس عربية، وبعد ساعات تحاول عسلة أن تطفئ أنوارها بريمو‌ت معطوب وبطارية مستهلكة. والسؤال الذي يفضح اللعبة كلها: من يملك الريموت حقًا؟ الرئيس المنتخب الذي يبني الجسور ويُستقبل بحفاوة الملوك، أم دمى على خيط تتراقص في مسرح الشركة المتحدة بخيوط تمتد من القاهرة إلى طرف إقليمي يتغذى على الفتنة؟ 

4 دقيقة قراءة

الكاتب

اينشتاين السعودي

@SaudiEinestine

مشاركة المقالة عبر

Leaving اينشتاين السعودي Your about to visit the following url Invalid URL

Loading...
تعليقات


Comment created and will be displayed once approved.

مقالات مقترحة

جميع المقالات

© جميع الحقوق محفوظة 2025 | اينشتاين السعودي