عندما يُحيي "نمبر وان" مهنة "الخوال-الخول" المنقرضة دون أن يدري ما معناها... ويظن نفسه فرعوناً فيكشف أنه مجرد صدى لأسوأ موروث مهني في التاريخ المصري!
منذ قرنين، كان هناك رجال يرتدون "صديرية- ستيانة" مكشوفة، وسلاسل ذهبية، ويرقصون متأنثين للترفيه... يسمونهم "الخوال" واليوم، يظهر محمد رمضان بنفس المظهر بالضبط - ويدّعي أنه "فرعون معاصر"! والتاريخ يتلوى من الضحك!
"الخوال" ظهروا في مصر عام 1834 حين منع محمد علي باشا الراقصات. كانوا رجالاً مؤنثين يرقصون بدلاً من النساء لأن المجتمع كان بحاجة لـ"رقص" ولو على حساب الرجولة! (تذكرك الحكاية بشيء في 2025؟)
الصدمة القاسية: لم يكن "الخوال" سوى عبيد وخدم في الأصل! المعاجم توثق أن الكلمة تعني "الخادم" و"المملوك" و"التابع" بينما يظن "نمبر وان" أنه يرتدي زي الفراعنة! ما تسمونه "نجومية" نسميه "جهل تاريخي مدمر"!
عن وصفهم الدقيق: قال أحد المستشرقين الإنجليز (1835) إنهم "يشبهون النساء في كل شيء، يكحّلون أعينهم، يزينون أنفسهم بالمجوهرات"... يبدو أن مصمم أزياء رمضان استند لكتاب "الخوال في العصر العثماني" لا "الفن الفرعوني"!
الأمر أقسى مما تتخيلون! "الخوال" تحولوا تدريجياً من وصف مهني لشتيمة! فكلمة "خول" في اللهجة المصرية اليوم من أشد الإهانات التي تُطلق على الرجل! وهذا هو الزي الذي اختار "نمبر وان" أن يمثل به مصر عالمياً!
مفارقة تقتلها السخرية: مقدم شخصيات البلطجي العنيف "عبده موتة" و"رفاعة الدسوقي" يطلع للعالم مرتدياً زي من كانوا في أسفل سلم المجتمع سمعةً! كأن دكتور جراح القلب يذهب لنوبل مرتدياً ملابس "خول"!
المأساة أبشع: مع تطور المجتمع المصري أواخر القرن 19، اندثر "الخوال" كمهنة، ولكن بقي المصطلح كإهانة! تحول من مهنة لشتيمة للرجل غير المتزن في ذكورته! رمضان، وهو يرقص متباهياً بعضلاته، استدعى لا شعورياً وصماً اجتماعياً مهينًا (الخول)!
طبقاً للوثائق التاريخية: "الخوال" بحلول 1900 تحولوا إلى رمز للإهانة المجتمعية. الدراسات تؤكد أن المصطلح انتقل من "راقص متأنث" إلى "شتيمة جنسية قاسية: الخول" في العصر الحديث! وهذا ما رفع "نمبر وان" علم مصر متزيناً بزيّه!
المضحك المبكي: زي "الخوال" كان صناعة اضطرارية في عصر العثمانيين لمنع ظهور المرأة. اليوم، "نمبر وان" يعيد إحياءه على مسرح عالمي "باختياره"! هناك يرقصون لأنهم مجبرون، وهنا يرقص لأنه "خول نمبر ون"!
هل يعلم محمد رمضان أنه بـ"الستيانة الذهبية" أحيا مصطلحاً وصل ذروة الإهانة في اللهجة المصرية؟ "الخول" - التطور اللغوي لـ"الخوال" - صار من أقذع الشتائم الشعبية! وإذا سألتموه عن الفراعنة، سيقول: "الفراعنة كانوا يلبسون ستيان"!
الأمر تجاوز الفن ليصبح وثيقة اجتماعية: الدراسات تؤكد أن كلمة "خول" في الثقافة الشعبية المصرية تعادل "فاجوت" (Faggot) الإنجليزية من حيث الإهانة! وهذا هو الزي التاريخي الذي استحضره "نمبر وان" مع صدره العاري والكحل والذهب!
الصدمة الاستشراقية: السائحون الأوروبيون في القرن 19 وثّقوا دهشتهم من "الخوال" واعتبروهم "غرائب الشرق"! واليوم، "نمبر وان" يؤكد لهم أن صورهم النمطية صحيحة، ويمنحهم "خول كوتشيلا" مادة حية ليسخروا من 7000 سنة حضارة!
المشكلة المزمنة: "الخوال" اندثروا بعد عودة الراقصات الحقيقيات للمشهد. وهذا يثير سؤالاً مرعباً: هل كل ما كان يعيقنا عن رؤية الفن الحقيقي هو محمد رمضان كـ"خول مهرجان كوتشيلا"؟!
وللتاريخ: عندما عرضوا فيلم "زقاق المدق" عام 1963، استخدموا شخصية "الخوال-الخول" لتمثيل أقصى درجات الانحلال الأخلاقي! واليوم، يرفع "نمبر وان" علم مصر متزيناً بزيهم التاريخي الصريح! وبعد يقولون: "ليش تثيرون الجدل؟"
في ختام مقال"الخوال إلى الخول": المصري النيء لا يصير فرعونًا بمجرد ارتداء ستيانة ذهبية. ربما الدرس الأقسى هو أن من يجهل تاريخه يكرره... لكن بطريقة أكثر سخافة!
هكذا، وبكل بلاهة تاريخية، تحوّل "نمبر وان" طوعاً إلى "نمبر خول" على المسرح العالمي!